أسطورة المنفى سليمان عازم ( 1918-1983 ) أول فنان جزائري حصل على الأسطوانة الذهبية
هو من أبرز الأسماء الخالدة في تاريخ الأغنية القبائلية الأصيلة و الفن الجزائري ، و من أول الفنانين المنفيين من أرض الوطن بسبب آرائهم و مواقفهم .
سليمان عازم أسطورة المنفى ، المولود يوم 19 سبتمبر سنة 1918 بقرية أڨني ڨغران بتيزي وزو ، اِبن فلاح بسيط كبر بين المنزل و المدرسة التي لم يعط لها اهتماما بقدر ما اِهتم بالغناء . فقد كان يحب القصص و الحكايات التي استمد منها عدة أغاني في مساره الغنائي .
ثم إنتقل إلى الجزائر العاصمة للعمل ، و بعدها شاءت الأقدار أن يحط الرحال بفرنسا ليصبح عاملاً في ميترو باريس و هذا ما ذكره في أولى أغانيه ” أ موح أ موح ” سنة 1948 و التي كانت الإنطلاقة لمسيرة فنية حافلة بالإنجازات و النجاحات .
كان يعرف سليمان عازم بمواقفه السياسية المعارضة للفساد و الديكتاتورية في الجزائر ، و بنضاله المبكر عن اللغة و الثقافة الأمازيغيتين ، الأمر الذي تسبب في نفيه من بلاده سنة 1960 ، ليصبح لقبه ” أسطورة المنفى ” .
كما أمرت السلطات بمنع بث كل أغانيه في الإذاعة الوطنية أو التلفزيون العمومي ، لما كانت تحمله من رسائل سياسية و مواقف اِلتزم بها دا سليمان طيلة عمره ، فقد غنى عن الغربة و متاعبها ،المرأة ، الهوية و الأصالة ، و لاسيما أغانيه الشهيرة التي تغنى فيها بحب بلاده الجزائر .
حظي باِحترام الجميع جيل بعد جيل و يعتبر مؤسس الثقافة القبائلية فكان من أول المطربين المدافعين عن الهوية الأمازيغية ، حيث كان رجلاً ذو بصيرة و نظرة مميزة للأشياء فقد كتب و غنى عن أمور في سنوات الخمسينات و الستينات لم يتوقع أحد أن نراها في أيامنا هذه .
و في سنة 1970 تحصل الفنان على القرص الذهبي نظراً لشهرته الواسعة و نجاح معظم أغانيه نذكر منها ” يكفا لامان” ( إنتهت الثقة ) و ” أدزي الساعة ” ( سيدور الزمن ) ، ” ذاغريب ذا براني ” و ” ايافروخ إفيرلس ” و رائعة ” افغ اياجراد تامورثيو ” ( اخرج من بلادي يا جراد ) … . و العديد من الروائع الفنية التي تركها لنا دا سليمان في ميراثنا الثفافي الأصيل .
كان سليمان عازم بمثابة مصدر إلهام للعديد من الفنانين أمثال كمال مسعودي و معطوب لوناس … كما عرف بتعاونه مع عدة فنانين و خاصة مع رفيق دربه الفنان الشيخ نور الدين .
إنطفأت شمعة سليمان عازم يوم 28 جانفي سنة 1983 بالمنفى في باريس و دفن هناك ، دون أن يحقق أمنيته الوحيدة التي رددها في أغانيه و هي العودة إلى تراب وطنه الغالي .
بقلم : يانيس حاجم – Yanis Hadjem