الهروب من الذكريات رانية أزمرالدة
في حياة كل منا لحظات تغير مجرى الأمور، لحظات تترك بصمة لا تُمحى في قلوبنا وعقولنا. بالنسبة لرانية أزمرالدة، كانت تلك اللحظة هي فقدان زوجها العزيز، لحظة قلبت حياتها رأسًا على عقب وجعلتها تواجه تحديات لم تكن تتخيلها. في محاولة للهروب من ذكرياتها المؤلمة والمجتمع الذي لا يرحم، قررت رانية أن تبدأ رحلة جديدة بعيدًا عن كل ما يذكرها بماضيها.
رانية أزمرالدة، المؤثرة الجزائرية، شاركت متابعيها عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي بتجربتها المؤلمة بعد وفاة زوجها. في كلماتها، تعبر عن محاولاتها المستمرة للتغلب على الحزن والألم، لكنها في النهاية قررت الهروب بعيدًا عن كل ما يذكرها بزوجها الراحل. تقول رانية: “يعلم الله أنني حاولت ولم أستطع وها أنا اليوم هاربة بعيدًا عن ذكرياتي معه، عن البيت الذي جمعني به والطرقات التي سرناها سويًا. ها أنا اليوم ودعت كل شيء وتركته خلفي حتى أعز ما أملك، والداي.”
هذا القرار بالهروب يعكس رغبة عميقة في البحث عن النسيان والشفاء. رانية لم تترك فقط ذكرياتها، بل تركت أيضًا والديها، مما يشير إلى حجم الألم الذي كانت تعاني منه. تقول: “منذ تلك الليلة لم أعد كما أنا، دفنت قلبي معه في قبره. يعلم الله أن وجع رحيله كان عظيمًا، أثقل من أن يتحمله بكاء.”
رانية لعبت دور المرأة القوية والصامدة لمواجهة المجتمع الذي لا يرحم، لكنها في داخلها كانت تعاني من ألم لا يوصف. تقول: “لعبت دور المرأة القوية والصامدة لمواجهة المجتمع الذي لا يرحم، لكن في داخلي طفلة صغيرة تبكي باستمرار وغصة موته تنهش حنجرتي. ذلك اليوم لا يزال يعيش معي كل يوم.”
قرارها بالسفر يعكس رغبتها في الهروب من هذا الألم والبحث عن بداية جديدة. تقول: “قررت أن أتغرب اليوم، كلي أمل في النسيان، حتى وإن كان المشوار طويلًا وصعبًا، إلا أنني صامدة ومؤمنة بقضاء الله وراضية بقدره.”
قصة رانية أزمرالدة هي قصة الكثيرين ممن فقدوا أحبائهم وواجهوا ألم الفراق. هي قصة الهروب من الذكريات المؤلمة والمجتمع القاسي، والبحث عن السلام الداخلي رغم كل الصعوبات. قرارها بالسفر يعكس رغبتها في البحث عن بداية جديدة بعيدًا عن كل ما يذكرها بماضيها. نتمنى لرانية وكل من يمر بتجربة مشابهة القوة والصبر، وأن يجدوا في رحلتهم ما يبحثون عنه من سلام وراحة.