تكريماً لرمز الأغنية الجزائرية الملتزمة عبد الرحمان عزيز (1992-1920)

هو فنان أصيل وملتزم أبدع في الطرب والتمثيل المسرحي، تميزت جل أعماله بالجدية في الطرح، الأصالة وعمق المعاني، فلا يكتمل الاحتفال بالمولد النبوي إلا مع أنشودته ”زاد النبي و فرحنا بيه”.
هو آيت عبد الرحمان المولود يوم 5 جويلية سنة 1920 بحي القصبة في مدينة الجزائر لأسرة تعود أصولها إلى قرية ميرة بالقرب من أزفون. حفظ القرآن الكريم بالمدرسة القرآنية “جامع سيدي علي” بحي باب جديد منذ أن كان صغيراً، فقد كبر على مبادئ الدين الإسلامي وهو ما يتجلى في تعابير روائعه الفنية المتشبعة بالقيم والتي تغنى فيها بتعاليم الإسلام ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بدأ مشواره الفني منذ سنة 1937 وسطع نجمه في الأربعينات نتيجة احتكاكه بكبار الشعراء أمثال مفدي زكرياء ومحمد العيد آل خليفة ومحمد بوراس الذي تعرف عليه في الكشافة الإسلامية وألف معه معظم أناشيده.
كان ملحناً لعدة قصائد وأناشيد وطنية نذكر منها قصيدة ”عليك مني سلام” التي ألفها محمد العيد آل خليفة الذي شجعه على تأدية الأناشيد الدينية والوطنية، ولحن قصائد أخرى للشيخ عبد الحميد بن باديس نذكر منها قصيدة “يا تراب الوطن”… كما مدحه مفدي زكرياء الذي أطلق عليه اسمه الفني في أول مساره.
عرف بأناشيده الدينية التي حقق بها نجاحاً كبيراً ونالت صدى واسعاً بالجزائر وفي كل الوطن العربي كأنشودة ”زاد النبي و فرحنا بيه” و”يا كعبة يا بيت ربي” التي سجلها لأول مرة عام 1947، ثم سجل أغاني أخرى سنة 1952 منها “يا أمنة بشراك”، “يا أمي”، و”بشرى سعيدة”.
كما دافع عن الهوية الوطنية وتغنى بحرية الجزائر واِستقلالها بأغنية ”يا محمد مبروك عليك” ذات المعاني العميقة ورسائل قيمة موجهة لأبناء وطنه.
أما في المسرح، فقد كانت أولى خطواته فيه منذ الخمسينات رفقة محي الدين بشطارزي، ليقدم عدة أعمال مسرحية منها “الجحيم”، “يد الله”، “عثمان في الصين”، “موني راجل”… وهذا إلى جانب كل من محمد التوري، حسان الحساني، نورية قصدرلي، السيدة كلثوم… وغيرهم من رواد المسرح.
استقر رفقة أسرته بمدينة البليدة سنة 1954. وفي سنة 1956 اقترح عليه فرانز فانون العمل معه في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة لعلاج المرضى بأسلوبه الفني، إلى غاية تقاعده سنة 1973.
انطفأت شمعة عميد الأغنية الملتزمة عبد الرحمان عزيز يوم 5 فيفري سنة 1992 بالعاصمة إثر سكتة قلبية، تاركاً وراءه رصيداً فنياً خالداً من الرسائل التربوية القيّمة.


