فن

تقديراً لمشوار أب المسرح الجزائري محي الدين بشطارزي (1986-1897)

لا يختلف اِثنان على أن الفنان محي الدين بشطارزي هو الأب الروحي للمسرح الجزائري ورائده منذ ثلاثينات القرن الماضي، كان ممثلاً ومطرباً ومؤلفاً ومخرجاً… وكان له الفضل في إحياء الحركة المسرحية والثقافية في الوطن.

بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة ولد سنة 1897 محي الدين بشطارزي ، نشأ في بيت متواضع و تربى على تعاليم الدين و القرآن الكريم ليصبح بعد ذلك مؤذناً للجامع الجديد .

دخل عالم الفن خلال عشرينات القرن الماضي، وأحب المسرح ليتفنن فيه ويشارك في عدة أعمال مسرحية.
كتب أول مسرحية له بعنوان ”علماء مزيفون”، وأسس بعد ذلك أول فرقة له في عام 1930.

كما أنه أحب الموسيقى وأتقن غناء الطابع الحوزي والأندلسي كونه صاحب صوت مميز. إلا أن حياته كانت متعلقة أكثر بالمسرح، فأمضى أعواماً طويلة من عمره لخدمته، فقد كان فنه هادفاً تظهر فيه الأصالة والروح الوطنية.

مدّ يد العون للعديد من الفنانين في بداياتهم أمثال ”رويشد”، “محمد التوري”، “بن يوسف حطاب” و”عبد القادر علولة”. وكان له الفضل في بروز عدة أسماء نسوية في الساحة الفنية أمثال كلثوم، فريدة صابونجي، نورية وفضيلة الدزيرية.

مارس محي الدين بشطارزي الإخراج، التمثيل، التأليف والغناء، وأسس العديد من الفرق المسرحية منذ سنة 1947. فضلاً عن كونه كان غزير الإنتاج، قدم أزيد من 100 مسرحية وأكثر من 400 قطعة موسيقية.  فيعود الفضل إليه في إحياء الحركة المسرحية الوطنية، مؤلفاً لكتب سجّل فيها تاريخ المسرح الجزائري.
كما أنه تقلد منصب مدير معهد الفنون الجميلة بالعاصمة خلال الفترة ما بين 1965 و1974.

توفي محي الدين بشطارزي يوم 6 فيفري سنة 1986 عن عمر ناهز 88 سنة، تاركاً إرثاً فنياً عظيماً لا يندثر. وقد تم تكريمه بوسام الاستحقاق الوطني بعد وفاته يوم 16 سبتمبر 1986، وسميت مؤسسة المسرح الوطني الجزائري باسمه تخليداً لمساره الحافل بالعطاء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى