حنيفة.. مطربة العاطفة الصادقة وصوت آلام حياةٍ قاسيةٍ (1924-1981)

هي صوت الحزن و الألم.. هي المرأة التي عبرت في أغانيها عن ما يختلجها من آلام تجارب حياة قاسية إلى يوم خلاصة تجربتها التي نفاذها أن العِلم سلاح ليس له سوى أن يُقويك أيتها المرأة في عالم قد لا يرحمك .
حنيفة سيدة الأغنية القبائلية ومطربة العاطفة الصادقة، ولدت زبيدة إغيل الأربعاء بقرية إغيل مهني بأزفون منطقة الفن والفنانين يوم 4 أفريل سنة 1924، عاشت حياة قاسية منذ الصغر، فقد أرغمها أهلها على الزواج في سن مبكرة، كان لا يتجاوز عمرها 15 سنة آنداك، فتزوجت مع أحد سكان القرية الذي أساء معاملتها ما جعلها تقرر الهروب من بيت زوجها .
كان ذلك سبباً في طلاقها، لتكرر التجربة وتنتهي بالفشل مجدداً سنة واحدة بعد ذلك، لتعود حنيفة إلى منزل والدها لكن هذه المرة رفقة ابنتها .
ولأن الطلاق في نظر المجتمع وشمة عار، كان عليها أن تبتعد عن العائلة التي تبرأت منها ،وتهاجر إلى العاصمة وتعمل كمنظفة في الإذاعة الوطنية، كانت تقيم مع الفنانة شريفة. ثم تفجرت موهبة حنيفة في الغناء بدعم من أصدقائها أمثال الفنان الشيخ نورالدين سنة 1952، ومع نجاح أغانيها الأولى في الإذاعة بدأت تسجيلها في استديو باتي ماركوني سنة 1953 فكانت البداية بأغنية ”أ ربي فرج” .
تتوالى الأحداث ويفشل زواجها الثالث بسبب خيانة زوجها لها، لتسافر بذلك إلى فرنسا وتقيم الحفلات في المقاهي للمهاجرين رفقة مطربين آخرين أمثال صالح سعداوي وآكلي يحياتن، ثم في سنة 1959 سجلت أغنيتها الناجحة ”يدم يدم” رفقة الفنان الكبير كمال حمادي الذي كتب ولحن لها العديد من الأغاني التي تحكي معاناتها في الحياة.
في سنة 1962 عادت الفنانة حنيفة إلى أرض الوطن مواصلة مشوارها الفني، تتغنى بما يختلجها من آلام تجارب حياة قاسية، فلا تقدير لعواطف المرأة وآلامها، فقد كانت تبدي شخصية قلقة وهذا لخيبات أملها، مما دفعها للعودة إلى فرنسا بحثًا عن بصيص أمل مجدداً .
ورغم أنها دخلت عالم التمثيل، فحظها ظل سيئًا حتى في ذلك، كانت لها مشاركة في مسلسل “الحريق” للمخرج مصطفى بديع وكذلك في سلسلة “Les Chevaux du Soleil” إلى جانب الشيخ نورالدين سنة 1972.
واصلت مشوارها في الغناء، فأدت عدة روائع وأبدعت فيها وأمتعت بها العديد من محبي صوتها، فمن أشهر أغانيها “ذا رايو” (رأيي)، “زهريو إذ سبا” (حظي هو السبب)، و”أ يلي أ يلي” (يا ابنتي)… وغيرها.
ليكون حفل تعاهدية باريس في 2 نوفمبر 1978 آخر ظهور لها. فبقيت رائدة العاطفة الصادقة حنيفة في فندق متواضع بباريس إلى أن لفظت آخر أنفاسها يوم 23 ديسمبر عام 1981، و ةكان لمحبيها وعدة فنانين الفضل في إعادة نقل جثمانها إلى الجزائر ودفنها بمقبرة العالية. وانتقلت إلى جوار ربها بعد معاناة طويلة مع مشاكل الحياة ومتاعبها دون معرفة شعور الفرح.
وقد تم تلخيص حياتها القاسية في فيلم يحمل عنوان “حنيفة، حياة منهكة” نال جائزة أفضل عمل سينمائي سنة 2008 في مهرجان رياض الفتح.
بقلم : يانيس حاجم – Yanis Hadjem







