عملاق الأغنية القبائلية طالب رابح ( 1930-2015 ) مدرسة الفن الأصيل .
الفنان طالـب رابـح ، أحد أعمدة الفن الأصيل و الأداء الملتزم طيلة أكثر من نصف قرن من الإبداع ، و الذي كان مجاهداً و عنصراً فاعلاً في صفوف جبهة التحرير الوطني ، ليستطيع الجمع بين الفن و الثورة .
طالـب رابـح الفنان المجاهد ، المولود عام 1930 بعين الحمام بأعالي جرجرة أين عاش سنوات الطفولة ، و هو في ريعان شبابه يحط الرحال بفرنسا، بحثاً عن لقمة العيش، و شاءت الأقدار أن يلتقي بكبار الفن آنذاك أمثال سليمان عازم و عمرواي ميسوم .
سجل أغنيته الأولى بعنوان ” ايفوك زيث ذي المصباح “( انتهى الزيت في المصباح ) و لكن هناك بالضبط بدأ نور المصباح يضيء و يظهر باِسم طالب رابح ، فقد كانت البداية لمسيرة فنية عمرها أكثر من نصف قرن .
و لما كان نداء الوطن ، طالب رابح اِلتحق بصفوف جبهة التحرير بفرنسا سنة 1957 و فتح مقهى خاص به ليتم من خلاله تمويل الثورة و العمل على تنفيذ العمليات السرية … فهو مجاهد و غنى أيضاً على الثورة ” ترونت والن “( عيناي تبكيان ) و ” ماتشفام ” ( هل تتذكرون ) .
بعد الإستقلال ، عاد إلى أرض الوطن و وجد إسمه بين ألمع أسماء الفن و الطرب ، فواصل مشواره الفني في الإذاعة منذ 1964 ، و كتب أغاني عن كل ما رآه في الحياة و قضايا المجتمع كأغنية ” أذيلي ربي ذمي ” ( كان الله في عون ابني) و ” تناديغ اف زهريو” ( أبحث عن حظي) …
و أغاني أخرى رددتها أجيال و لا تزال و تبقى خالدة في السجل الفني الأصيل .
رحل عميد الأغنية القبائلية طالب رابح يوم 22 ديسمبر سنة 2015 ، تاركاً وراءه سجلاً ثرياً من الأغاني التربوية الهادفة و الذي اِختتمه بألبوم المديح الديني. لتنطفأ شمعة أخرى من شموع الساحة الفنية .
بقلم : يانيس حاجم – Yanis Hadjem