من عبد الرؤوف دراجي إلى سولكينغ Soolking النجم العالمي
عالم الموسيقى مكان نزهة بالنسبة له، ولا مجرد هواية، بل هو موهبة وعشق لفن اِستطاع من خلاله أن يغزي العالم فكسر الأرقام القياسية وحقق نجاحاً باهراً.
النجم الجزائري العالمي سولكينغ… هو عبد الرؤوف دراجي المولود يوم 10 ديسمبر سنة 1989 بوسط مدينة الجزائر العاصمة.
هو الشاب الطموح الذي تربى منذ طفولته على الإيقاع، واِنطلق من فرقة الروك قبل أن يصبح راقصاً… ثم هاجر إلى فرنسا في حوالي سنة 2008 ظناً أن يبدأ مسيرة فنية في مجال الرقص، إلا أنه عانى كثيرا من ظروف الغربة ومتاعبها ليعود بعد ذلك إلى بلده، أين إنضم إلى فرقة راب جزائرية والتي سجل معها ألبومين دون تحقيق ما حققه اليوم من نجاح جماهيري ساحق.
عشق الموسيقى وأراد الغناء، قبل أن يعود إلى فرنسا مجدداً سنة 2014، ولفت إنتباه منتج مارسيلي والذي سجل معه أغانيه الأولى في نمطه الموسيقي الخاص الذي يصعب تعريفه، فهو طابع خاص بسولكينغ فقط… مزج فيه بين الراب والراي والبوب وغيرها من الطبوع الموسيقية الحديثة.
إلا أنه تألق فعلاً في عالم الراب الفرنسي وأثبت أن للجزائريين مكاناً في هذا المجال.
هو الذي كسر حاجز المئات مليون مشاهدة في فترات قياسية، ودائماً ما كانت تأتي أعماله قمة في الإبداع.
هو الذي حقق نجاحاً خرافياً بأغنية Guérilla ثم كان على موعد مع نجاح آخر في أغنية Dalida و Milano سنة 2018.
عشق سولكينغ الحرية حد الجنون، وتزامناً مع الأوضاع التي شهدتها بلاده مع إنتفاضة الشعب الجزائري من أجل الحرية ”الحراك الشعبي” أطلق أغنيته المعبرة والناجحة La Liberté في مارس 2019.
وفي طريقه نحو العالمية، تعاون النجم الجزائري مع الألبانية Dhurata Dora في أغنيته الأنجح على الإطلاق Zemër والحاصلة على أكبر عدد من المشاهدات والإستماع على يوتيوب وديزر ومنصات أخرى في عدة دول…
وفي نفس السنة تحصل على جائزة ”أفضل فنان عالمي لعام 2019” بالمهرجان الدولي لجوائز Biaf في مدينة بيروت في لبنان.
أحيا الحفلات وألهب المسارح في سهرات لا تنتسى في معظم دول العالم، و غنى في بلاده لأول مرة بالعاصمة الجزائرية يوم 22 أوت 2019 رفقة عدة نجوم عالميين.
وفي مطلع سنة 2020 تعاون مع النجم الفرنسي داجو Dadju في ديو كليب مسجل بتركيا Meleğim ليحافظ على الشهرة والتفوق في نسب المشاهدات، وحصل هذا الثنائي على جائزة أفضل ثنائي فرنكفوني للعام 2020 بجوائز NRJ Music awards 2020 ويخلد سولكينغ إسمه كونه أول فنان جزائري يتحصل على جائزة في هذا المهرجان.
كما أطلق ألبومه الثاني Vintage في فترة الجائحة والحجر المنزلي والذي احتوى على 20 أغنية. وقام بأداء ديو آخر مع نجم الراي الجزائري الشاب مامي بعد غيابه الطويل عن الساحة الفنية في أغنية معبرة تحمل عنوان Ça fait des années .
وفي عام 2021 ، اِجتمع مع مبدع فرنسي آخر المغني المتميز كينجي Kendji Girac في أغنية Bebeto .
وكذلك أغنية أخرى رفقة الفنان Tayc بعنوان “Bye Bye” والتي نالت نصيباً وافراً من النجاح والمبيعات.
ولم تنقضي السنة إلا بعد أن تعاون رفقة ابن بلدته مغني الراب ذو الأصول الجزائرية Rim’K في أغنية “Lela” التي اكتسح بها منصات الموسيقى بأرقام قياسية في عدد المشاهدات، فقد كان الديو ناجحاً بامتياز.
بدأ سنة 2022 بأغنية جديدة بعنوان “Suavemente” والتي وفق في أدائها ولقت صدى جماهيرياً معتبراً، وبها نال جائزة أفضل أغنية في NRJ Music Awards لسنة 2022، مع ديو “Balader” التي توجت بجائزة أفضل Hit للسنة رفقة Niska. كما غنى رفقة التركي “راينمن” رائعة “Askim” التي نالت المرتبة الأولى لتوندوس اليوتيوب منذ إطلاقها في شهر ماي 2022.
وفي العام الموالي، أدى سولكينغ عدة أغاني ثنائية ضمن ألبومه الجديد، رفقة كل من Heuss l’enfoiré ، Gazo، Kofs ، Lynda ومرة أخرى مع Kendji ،وكذلك مع الفرنكو جزائري أنس بن تركية.
شهد سولكينغ عودة قوية سنة 2024 بأغنية ثنائية مع نجم الراب الفرنسي SCH الذي تعامل معه في أكثر من مناسبة، وهذه المرة جمعتهما أغنية “Tiki Taka” مع تحقيق مشاهدات عالية نجاح مستحق لكلا النجمين.
الأعمال طويلة و الجوائز كثيرة… فقد شرف سولكينغ الجزائر أحسن تشريف في معظم دول العالم رافعاً ألوان بلاده أينما حل في أرقى القاعات والمسارح العالمية في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا…
ومن جانبه الإنساني فقد رسم عبد الرؤوف آلاف الإبتسامات على وجوه المرضى والفقراء والأطفال، ومد يد العون لأبناء بلاده في أكثر من مناسبة.
وبهذا يكون سولكينغ قد أضاف إسمه الى قائمة الجزائريين الذين وصل صدى أصواتهم إلى مختلف ربوع العالم… مثبتاً أن لأبناء الجزائر مكانةً في كل المجالات.
بقلم: يانيس حاجم