سولكينغ.. إعصار يكتسح الشارع الجزائري قريبا في مدرجات ملعب 20 أوت
“أنا لا أغني راب فرنسي حتى وإن كنت أغني بالفرنسية.. لدي أسلوبي الخاص الذي أعرِّفه بالسولكينغ”، هكذا عرف مغني الراب الجزائري عبد الرؤوف دراجي المعروف فنيا باسم سولكينغ نوع الغناء الذي يقدمه.
“سولكينغ” يصنع في هذه الفترة الحدث العالمي، وفرض نفسه على الغناء في الجزائر وأثارت شهرته المتنامية حديث الشباب.
لا تكاد تمرّ سيارة يقودها شاب إلا وصوت سولكينغ يصدح منها، فيضفي متعة على المشهد داخل المركبة. عماد شاب في الثلاثينيات من عمره “سائق تاكسي” يقول لـ Et بالجزائري إن “معظم الركّاب يطلبون أغاني سولكينغ، بسبب لحنها المميز وأداء الفنان الذي يشعرك بالنشاط والحيوية”.
أما الطالبة الجامعية سارة فأوضحت لـ Et بالجزائري أن أكثر ما يشد انتباهها في أغاني سولكينغ هي كلمات أغنياته التي تحكي واقع الشباب الجزائري الذي قاسمه معاناته بطريقة فريدة قبل هجرته إلى فرنسا، وعن سبب انتشار أغاني سولكينغ قالت “الكلام الذي يخرج من القلب محله القلب”.
أغاني سولكينغ لا تسمع فقط في الشوارع ووسائل المواصلات، بل لها جمهور عريض يتداولها على منصات التواصل الإجتماعي ويرددها في المناسبات الاجتماعية والأعراس وحفلات التخرج من الجامعات.
امتدت شعبيتها أيضا لتصل إلى الفصول الدراسية، امتداد يرجعه الأستاذ في علم الاجتماع نور الدين إلى قرب “سولكينغ” من معاناة الشباب، وتحديه لكل الصعاب التي واجهها في بلاده ولم ينجح، لكنه استطاع أن يحقق نوعا من الإنجاز لما أتيحت له الفرصة خارج الجزائر، وكأنه يمثل نموذجا للشباب”.
ويضيف بكيس لـ Et بالجزائري أن “سولكينغ نجح خارج المؤسسة وخارج البلد وهو ما جعل الكثير من الشباب الجزائري يتماثل مع تجربته على أساس أنها تضفي شرعية على قضية ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تتفاقم على أساس أنها تعتبر حلا من منطلق أن الفرصة موجودة من وراء الضفة الأخرى”.
سولكينغ الحقيقي
لم يصرح “دراجي” يوما من أين جاء بهذا الاسم، ولكن محبي “الإنمي الياباني” يعرفون جيدا من هو “سولكينغ”. فهو الاسم البديل لـ “بروك” أحد الشخصيات في إنمي “وان بيس” الذي يفترق عن أصدقائه لفترة ليأخذ كل منهم طريقا مختلفا في الحياة، حيث يذهب “بروك” إلى مدينة بعيدة، ليقدم موسيقاه لأهل هذه المنطقة، الذين يعجبون بها إعجابا كبيرا، وينصبوه ملكا لموسيقى “السول”، ومن هنا يبدل اسمه إلى “سولكينغ” ويرتدي نظارة مميزة.
هذا بالضبط ما فعله “عبد الرؤوف” عندما سافر إلى فرنسا. الأمر لا يقف عند تغيير الاسم والشكل، ولكن “سولكينغ” يحرص دائما على أن تكون افتتاحية أغانيه بضحكة هذه الشخصية المميزة جدا.
استغل “سولكينغ” هذا النجاح وبدأ في العمل الاحترافي، الذي أثمر عددا من الأغاني والكليبات الناجحة، الأمر الذي جعله من أبرز الأسماء الصاعدة في فرنسا وشمال أفريقيا، إلى أن وصل إلى التسجيل مع الشاب خالد في ألبومه الذي سيصدر نهاية هذا العام، بالإضافة إلى عدد من الأسماء المهمة في عالم الموسيقى في أوروبا من ضمنها “غيمس” و”ستروماي”.
سيقوم سولكينغ يوم غد 22 أوت بإحياء أولى حفلاته في الجزائر بعد العودة في ملعب 20 أوت والذي شهدت بيع تذاكر بحضور جماهيري كثيف .. تنمنى له التوفيق في سهرته وانتظرونا بالجديد دوما