تقديراً لمسار أحد رموز وعمالقة الفن الشعبي الحاج منور (1913-1971)

الحاج منور واحد من أهم رواد وشيوخ أغنية الشعبي الذين صنعوا مجد هذا الفن وبنوا صرحه خلال مطلع الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، صاحب النغم الشجي والصوت العذب الذي تغنى بمئات القصائد صانعاً لاسمه طيلة مسيرة فنية طويلة ترك خلالها بصمته اللامعة في الطابع الشعبي العريق.
ولد الحاج منور كرار سنة 1913 بحي القصبة العتيق في الجزائر العاصمة، وينحدر من عائلة متواضعة تعود أصولها إلى عين عسيلة في برج منايل.
منذ صغره، سعى الحاج منور لكسب لقمة العيش وخدمة أسرته، وبذلك مارس عدة مهن وحرف، وحرم من الإلتحاق بمقاعد الدراسة، فلم يتعلم القراءة ولا الكتابة. رغم ذلك كان يتمتع بذاكرة قوية مكنته من حفظ مئات القصائد والأغاني، وأبدى اهتمامه بالغناء في سن مبكرة.
احتك بكبار الفن الشعبي آنذاك أمثال الحاج مريزق، مصطفى دريوش وقويدر بن إسماعيل الذين رعوا موهبته وشجعوه خلال بداياته في عالم الفن، ليتعلم أصول وقواعد الموسيقى، واحترف العزف على عدة آلات موسيقية، إلا أن الطار كان لا يفارقه في كل ظهور له سواء على المسرح أو في الحفلات.
في بداية مسيرته، اِختص الحاج منور في أداء المديح الديني، ثم تفنن في أغنية الشعبي خلال مطلع الخمسينات وقام بحفلات وجولات فنية في مختلف أنحاء الوطن، ثم سجل أغانيه في شركة باتي ماركوني، واعتبره الباحثون في الفن موسوعة حقيقية كونه استطاع حفظ مئات القصائد الطويلة وتسجيلها على شكل أسطوانات، ومن أشهر أغانيه : “لالة البتول”، “الغزال زهيرو”، “الزين العلاوي”، “يا أهل الهوى”… وغيرها من روائع الفن الشعبي الأصيل.
توفي الحاج منور بالمدنية بالجزائر العاصمة يوم 7 نوفمبر سنة 1971 عن عمر ناهز 68 عاماً، تاركاً وراءه أثراً طيباً ورصيداً فنياً هادفاً وراقياً لا يندثر أبداً .





