شريف حماني (1956-2023) رمز الأغنية القبائلية الأصيلة والملتزمة

المطرب شريف حماني اِسم ثقيل الوزن في سجل الأغنية القبائلية الأصيلة، إذ يعد واحداً من صناع مجدها خلال عقود طويلة في مسيرة فنية ثرية وطويلة.
ولد شريف حماني يوم 22 ماي سنة 1956 بقرية “ثاڨرارا” بآيت محمود في منطقة بني دوالة بتيزي وزو .
عشق الفن منذ صغره واِهتم بالطابع الشعبي و الغناء القبائلي بشكل خاص متأثراً بكبار شيوخها أمثال سليمان عازم والشيخ الحسناوي وطالب رابح وغيرهم .
بدأ الغناء في الثامنة عشر من عمره سنة 1974 في برنامج إذاعي خاص بالمغنيين الهواة في القناة الإذاعية الثانية بالجزائر العاصمة، من تقديم الفنان والشاعر محمد بن حنفي الذي كان يستقدم مغنيين شباب ونجوم صاعدة للأغنية القبائلية لإبراز المواهب الجديدة التي ستكون خير خلف لخير سلف.
ثم دخل شريف حماني معهد الموسيقى بالجزائر العاصمة أين تعلم أصول الفن والطرب مكتشفاً مختلف الطبوع والألوان الغنائية على يد عمالقة الأغنية الجزائرية، و تخصص أكثر في الطابع الشعبي القبائلي.
أمتع الفنان شريف حماني محبيه خلال سنوات طويلة من الإبداع و التألق، وعرفه الجمهور في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، وكانت سنة 1983 سنة إنطلاقته الفعلية.
فقد غنى عن مواضيع مختلفة كالصداقة والحب، وكذلك عن الثقافة والهوية الأمازيغية وعن مختلف مسائل الحياة بأداء متمكن وألحان شجية بصوته الفخم المخملي الذي تعلق عليه طمأنينة القلب وخوفه.
صنع مجد الأغنية القبائلية منذ الثمانينات بكلامه الموزون وموسيقاه الهادفة، وصار اسماً لامعاً في الوسط الفني، كما كانت له الفرصة في الغناء بأرقى القاعات والمسارح في مختلف دول العالم بأروع أغانيه منها: ”ثالا”، “إنتاس إ يماس”(أخبروا والدته)، “اور سقار جيغكم” (لا تقولي بأنني تركت) ، “غاراناغ اد شهدن” (ستشهد علينا الدموع)، “لا تواليغ” (إنني أرى)، “كس اوغور” (لا تقلق)، “ذ راي-ئو” (قراري)، “لوكان ذ الحاجة ن سوق”… وغيرها من روائع الفن الأصيل والكلمة الملتزمة.
تدهورت الحالة الصحية للفنان شريف حماني في أواخر شهر سبتمبر سنة 2023، ليرحل عنا يوم 20 أكتوبر سنة 2023 عن عمر ناهز 67 سنة، تاركاً وراءه أثراً طيباً ورصيداً فنياً هادفاً وراقياً لا يندثر أبداً.


