فن

تكريماً لصاحب رائعة “المقنين الزين” الراحل محمد الباجي (1933-2003)

تكتنز أغنية الشعبي أسماء كبيرة وخالدة لمطربين احترفوا الطرب الأصيل واستطاعوا كسب قلوب الجماهير ومتذوقي الحكمة والكلام الموزون والموسيقى الهادفة… ويعد الفنان الراحل محمد الباجي واحد من صناع مجد الفن الشعبي الجزائري لعقود من الزمن بأجمل الروائع والتحف الفنية التي ملكت قلوب محبيه وظلت راسخة ولا تزال في السجل الثقافي الجزائري.

ولد محمد الباجي الملقب فنياً بـ”خويا الباز” يوم 13 ماي سنة 1933 بحي بلكور بمدينة الجزائر لعائلة تعود أصولها إلى مدينة العلمة بمنطقة الهضاب العليا.

أحب الفن منذ أن كان صغيراً، وتفتحت براعمه الفنية مبكراً، عندما انخرط في سلك الكشافة الجزائرية سنة 1947 رفقة أيقونة الثورة التحريرية ديدوش مراد، وعمره لا يتجاوز 15 عاماً آنذاك، وهناك كان يؤدي الأغاني والأناشيد الوطنية التي غرست فيه شغف الفن وكذلك حب الوطن والروح الوطنية.

وفي سنة 1952، انضم محمد الباجي إلى مختلف الجمعيات الفنية ليشارك في إحياء الأعراس والحفلات الشعبية.. إلا أن السلطات الاستعمارية حاولت إجهاض حلمه في الغناء وألقت عليه القبض سنة 1957 خلال إضراب الثمانية أيام، وتم إيداعه السجن مع تعذيبه والحكم عليه بالإعدام، إلا أن القرار لم ينفذ لحسن حظه.
وبين جدران السجن، ألف أولى أغانيه وهي رائعة “يا المقنين الزين” التي حقق بها أول نجاح له مع بداية مسيرته الفنية.

تم إطلاق سراحه بعد الاستقلال سنة 1962، وحصل على وظيفة في وزارة العدل… وفي نفس الفترة واصل نشاطه الفني وألف العديد من الأغاني لأسماء كبيرة في الفن الشعبي أمثال عمار الزاهي، بوجمعة العنقيس، عزيوز رايس… وغيرهم.
كما كتب ولحن لكبار الأغنية الجزائرية بمختلف طبوعها وألوانه، كالفنانة سلوى وفايزة الجزائرية وكذلك الفنان رابح درياسة وعملاق الأغنية البدوية خليفي أحمد… وغيرهم.

فمن أشهر روائعه: “يا بحر الطوفان”، “هادي مدة وأنت غريب”، “الوالدين”… وواصل الكتابة والتلحين إلى غاية وفاته يوم 28 جوان سنة 2003 بالمرادية بالجزائر العاصمة.
وانطفأت بذلك شمعة من شموع الأغنية الشعبية وواحد من صناع مجدها خلال عقود من الزمن بأجمل الروائع والكلمات والألحان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى