فن

استذكار وتكريم للفنان أرزقي نابتي “موح باب الواد” (1994-1926)

أرزقي نابتي هو ممثل ومساعد مخرج جزائري، وشخصية فنية بارزة على الشاشة الصغيرة والكبيرة، عرف باسم إحدى شخصياته التي احترف في أدائها وتقصمها، وهي شخصية “موح باب الواد” وذلك في فيلم “الهزي” للمخرج عبد القادر بوريطة.

أرزقي نابتي، أحد قامات الفن والتمثيل في الجزائر، هو من مواليد الخامس من ماي سنة 1926 بالجزائر العاصمة وتحديداً في حي بلكور، أين عاش سنوات طفولته. نشأ يتيم الأب، وعانى من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها أسرته في تلك الفترة، ما دفعه للعمل وممارسة مختلف المهن لتلبية احتياجات أسرته… وبسبب هذه الظروف أصبح مرغماً على ترك مقاعد الدراسة سنة 1939 والسعي إلى تحصيل قوت يومه.

منذ صغره، كان شغوفًا بالمسرح والسينما. كما كان عنصراً فاعلاً في المسرح الإذاعي، ضمن البرامج الإذاعية للسيدة لافارج المعروفة باسم للا تسعدي بالقناة الإذاعية الثانية، والتي أنشأت برنامجًا للأطفال حيث قامت بتدريب المواهب الشابة.

ثم شارك في عدة أعمال فكاهية بالتلفزيون وهذا بمساعدة مصطفى بديع. ألقي القبض عليه سنة 1957 بمقر الإذاعة والتلفزيون، وتم إيداعه سجن البرواقية لما له علاقة بمجموعة الشهيدين ديدوش مراد وذبيح شريف، وأطلق سراحه سنة 1959.

غادر الجزائر إلى فرنسا، حيث التقى بالعديد من الممثلين والمخرجين الفرنسيين فأبدع في أدواره ومثل مع كبار السينما الفرنسية آنذاك في العديد من الأفلام. كما انخرط في المسرح المتنقل ومثل في عدة مسرحيات وقام بعدة جولات بفرنسا، ومن ثم عمل في الإذاعة مؤلف إقتباس لروايات بوليسية حتى عام 1962.

عاد إلى الجزائر سنة 1963، وخطى أولى خطواته في عالم السينما الجزائرية. ذاع صيته واشتهر بدوره بشخصية “موح باب الواد” وهذا من خلال حفلة تلفزيونية على المباشر مع رفقاء دربه أحمد قادري “قريقش” وقاسي تيزي وزو ، والتي من خلالها رآه عبد القادر بورطيمة ومحمد بوزيدي وقدموا له دور في فيلم “الهزي”، كما شارك في بطولة أشهر الأفلام بعد الاستقلال، متنقلاً من الدراما إلى الكوميديا، بما في ذلك فيلم “الطريق” سنة 1967 لمحمد سليمان رياض، و”الخارجون عن القانون” سنة 1969 لتوفيق فارس، وكذلك في فيلم “ريح الجنوب” سنة 1975 لمحمد سليمان رياض، و “وقائع سنوات الجمر” لمحمد لخضر حمينا، كما ظهر في “عمر قتلاتو” سنة 1976 لمرزاق علواش، و في فيلم “من هوليوود إلى تمنراست” عام 1990 لمحمود زموري، ولعل فيلم “امرأتان” سنة 1992 آخر أعمال الراحل خلال مساره الفني.

توفي أرزقي نابتي يوم 28 أفريل سنة 1994، إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز 68 عامًا، تاركاً وراءه رصيداً فنياً خالداً من الأعمال السينمائية والأدوار التي ظلت ولا تزال راسخة في وجدان الجمهور والذاكرة الفنية الجزائرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى