نوري كوفي ، مدرسة الفن و صوت تلمسان الأصيل
صوت الأصالة التلمسانية الفنان الأستاذ نوري كوفي .. قامة في الفن الأندلسي و أيقونة إبداعية في الطرب الحوزي و العروبي .
ولد نوري كوفي بمدينة الحضارة الإسلامية و الإرث الثقافي العريق تلمسان بالغرب الجزائري ، في يوم 31 ديسمبر عام 1954 .
عشق الفن منذ أن كان صغيراً و اِمتلك صوتاً جميلاً مخملياً تمكن بفضله من تفجير موهبته في الغناء ، فاِنضم إلى مختلف الجمعيات الفنية بتلمسان ، و درس الموسيقى على يد شيوخ كبار رعوا موهبته أمثال الشيخ حسين و بوعلي . و عمره لا يتجاوز العشر سنوات .
اِلتحق بالفرقة الصوتية للهلال الأحمر الجزائري و التي نالت جائزة أحسن فرقة بالجزائر عام 1964 .
فتعلم نوري أصول الموسيقى الأندلسية ، و تعرف على طبوع غنائية هامة كالحوزي و العروبي . كما صار عازفاً بارعاً على آلات مختلفة كالعود ، الرباب و الكمان .
و في السبعينات ، رافق نوري كوفي عدة مجموعات موسيقية جزائرية متحصلاً على جوائز قيمة نظير إجتهاداته في القطاع الفني و دوره في الحفاظ على الإرث الثقافي و الموسيقي الذي تكتنزه الجزائر ، و كرس حياته منذ عام 1974 لتدريس الموسيقى .
بدأت شهرة الأستاذ نوري كوفي في التزايد منذ تسجيلاته الأولى ، فأول ألبوم له أصدره عام 1977 .
هو الفنان الذي زاوج بين الأصالة و العصرنة ، إذ له الفضل في إحياء تراث تلمسان و إنتشاره في كل ربوع الوطن محافظا على ركائزه الأساسية .
ثم أسس شركة الإنتاج ” نوري فون ” و التي سجل فيها ألبوماته على غرار رائعة ” سيدي بومدين ” التي حقق بها نجاحاً جماهيرياً مذهلاً في الثمانينات و لا زالت تردد إلى يومنا هذا مع أغاني أخرى شارك بها أفراح الجزائريين ” جاي على عودو ” ، ” الله الله مولانا ” ، ” لالة مليكة ” ، “زارني حبيبي البارح في المنام ” … و غيرها
أحيى نوري كوفي أيقونة الحوزي حفلات و سهرات لا تنتسى في كل ربوع الوطن ، و شرّف الجزائر في أرقى المسارح و القاعات في أوروبا و أمريكا و الإتحاد السوفياتي سابقاً .
و لايزال يسعى بكل مجهوداته لإبراز التراث الموسيقي الجزائري و الحفاظ على أصالته . معلماً و أستاذاً لأجيال من محبي الفن الأصيل .