هي ليست نجمة أغنية أو موسم فحسب، بل هي نجمة كل المواسم، وفنانة لعدة طبوع غنائية، وصوتها بشهادة الكثير عظيم. في ربوع الطرب نما عشقها للفن والموسيقى، هي ابنة العاصمة مدينة الأصالة التي دخلت عالم الغناء منذ الصغر ميقنةً بإصرار كبير حتى حققت الحلم، وصارت أيقونة من أيقونات الفن وسيدة الأغنية العاصمية بامتياز… هي المطربة القديرة نعيمة الدزيرية.
اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء قرايمو، هي من مواليد يوم 27 جوان سنة 1968 بمدينة القبة بالجزائر العاصمة.
كانت تحب الغناء منذ صغرها، وأرادت أن تغني وتصبح مطربة وبالرغم من أنها عمياء، إلا أن حب الفن كان أقوى… أن تكون ما عليها اليوم كان حلماً وخيالاً، ولكن الإرادة والطموح وشغف الموسيقى جعلوا من تلك الأحلام حقيقة فأصبح ذلك الخيال واقعاً.
في طفولتها كانت تتمدرس في المدرسة المخصصة لذوي الإعاقة البصرية بالجزائر العاصمة، ثم دخلت معهد الموسيقى أين تعلمت أصول الفن والطرب. ولتعزز من موهبتها الفنية انضمت إلى جمعية الفخارجية للموسيقى العربية الأندلسية وتألقت في مجال الغناء تحت إشراف عدد من الأساتذة والفنانين الذين رعوا موهبتها.
شاركت في برنامج ألحان وشباب في سنة 1983، وهناك تم اكتشاف موهبتها الفذة وقدراتها للجمهور، فعادت حاملةً تأشيرة تعبر بها جميع ربوع الوطن ودخلت قلوب محبيها.
وبفضل الفنان سعيد الغبريني الذي قام بدعمها، تألقت وأبدعت نعيمة الدزيرية في عدة طبوع غنائية كالشعبي والحوزي والأندلسي… فصارت نجمة لا تزاحمها النجوم وأيقونة للطابع العاصمي.
تعاملت مع كبار الفنانين والمؤلفين وعلى رأسهم معطي بشير ومحمد الباجي. والنجاح أثمر لها العديد من الأغاني التي حققت بها نجاحاً جماهيرياً ساحقاً منذ التسعينات، نذكر منها رائعة “المقنين الزين” و”بعد العشرة”، “أنا عندي قلب”، “أنا طويري”، “مولات العين الزرقاء”… وروائع أخرى حققت بها نجومية واسعة في الوسط الفني الجزائري.
ثم كانت على موعد مع نجاح باهر بأغنية “مازالني على ديداني” التي توجها بها الجمهور نجمة الطابع العاصمي باستحقاق.
هي صاحبة حضور قوي في كل ظهور لها على المسرح خلال المهرجانات والحفلات والتظاهرات الفنية، أما صوتها فلا يستغنى عنه في الأفراح والأعراس…
نالت نعيمة الدزيرية منذ بدايتها في الغناء حب الجمهور وعرفانه لفنانة خدمت الثقافة وأدت رسالة الفن الأصيل بإخلاص.
