فن

ريم حقيقي.. سلطانة الطرب الأندلسي

صوتها على وسع المدى، وبشهادة الكثير هو صوت أصيل ومميز… في ربوع الطرب نما عشقها للفن والموسيقى، هي التي غنت وأبدعت منذ الصغر، ميقنةً بإصرار كبير حتى حققت الحلم، وصارت نجمةً لامعة في سماء النجوم، لكن الجمهور توجها سلطانة للطرب الأندلسي، فقد حققت روائعها الفنية نجاحاً باهراً ولا تزال.

هي المطربة الجزائرية ريم حقيقي ابنة مدينة وهران التي ولدت بها يوم 21 جوان سنة 1970 والمصادف لليوم العالمي للموسيقى، هذا التاريخ الذي حدد مستقبلها كنجمة من نجمات الفن الجزائري.
نشأت وسط عائلة متشبعة بالفن والتراث العريق، فقد كانت والدتها محبة للفن الحوزي واستطاعت أن تغرس في ابنتها حب الموسيقى والفن منذ أن كانت فتاة صغيرة.

بدأت ريم مشوارها في عالم الفن منذ طفولتها، فقد تفتحت براعمها الفنية باكراً منذ أن التحقت بمدرسة للموسيقى بوهران أين تلقت أولى دروسها في الموسيقى الكلاسكية العربية، ثم تعلمت الغناء والعزف على آلة الڨيتار.

وفي سن الثامنة من عمرها، انضمت إلى المدرسة الموسيقية “نسيم الأندلس” بوهران أين تعززت موهبتها الفنية، وبتشجيع من عائلتها استطاعت أن تتألق في هذا المجال وأبدعت في الغناء بصوتها الفخم المخملي وأدائها المتمكن لمختلف الأغاني والاستخبارات الأندلسية، لتسجل أول ألبوم لها وهي في سن الـ16 من عمرها.

ثم واصلت الغناء، وسجلت عشر ألبومات متتالية، ولعل أشهرها ألبوم “صابرة” الذي حققت مبيعاته أكثر من مليون نسخة، وكذلك ألبوم “النوبات” الذي أصدرته سنة 2011 خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.

سطع نجمها في سماء الفن الجزائري، وتربعت على عرش الموسيقى الأندلسية ليكون لقبها “سلطانة الطرب الأندلسي” نظراً لحفاظها على التراث الغنائي للجزائر، مؤدية لأشهر قصائد التراث كقصيدة “ولفي مريم” لقدور بن عاشور وقصائد أخرى منها “سعدي ريت البارح”، “يا اللايم”، “صفة الشمعة”…
وأبدعت في مختلف الطبوع والألوان الغنائية كالأندلسي، الحوزي، الغرناطي، العروبي، الملحون… وتفننت كذلك في أداء المدائح الدينية باِحترافية.

أحيت حفلات ضخمة وسهرات لا تنتسى في مختلف ربوع الجزائر وخارج الوطن، وقد ذاع صيتها في المغرب العربي كسفيرة للفن الأندلسي والتراث الجزائري بغنائها الأصيل وكذلك بلباسها التقليدي الجزائري الذي كان لا يفارقها في كل ظهور لها على المسرح وفي التظاهرات الفنية والمهرجانات في مختلف دول العالم، تاركةً وراءها أينما حلت أثراً طيباً في القلوب.

صوتها كأنه موج بحر طويل ومتكامل من أشعار وألحان الفن الأندلسي. هي صاحبة صوت مميز أصيل لن تجد له مثيل، تعلق عليه طمأنينة القلب وخوفه عندما ترافقه بألحان شجية توحي إلى التاريخ الفني لهذه البلاد.

ولا زالت سلطانة الطرب الأندلسي ريم حقيقي تبدع وتتألق وتمتع جمهورها ومحبيها بأجمل الروائع والتحف الفنية الأصيلة..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى