الفنان آكلي يحياتن الأسطورة الحية و عميد الأغنية الجزائرية
هو الرجل الذي أفنى حياته خدمة للفن الأصيل ، فكسب قلوب متذوقي الأصالة و الكلام الملتزم على مدى عقود من الزمن ، بصوته الفخم القوي و أدائه الرائع .
آكلي يحياتن عملاق الأغنية القبائلية و الجزائرية … من مواليد يوم 17 فيفري عام 1933 بأعالي جرجرة في منطقة بوغني . عاش البؤس و الظروف الصعبة التي عانى منها سكان القرى في فترة الإستعمار ، و لم تكن له الفرصة بالإلتحاق بمقاعد الدراسة للتعلم .
و لكنه أحب الفن و الغناء ، و لعل الفن علمه علوم الحياة … و قبل ذلك مارس عدة مهن و حرف ثم هاجر إلى باريس عام 1952 للعمل و كسب لقمة العيش ، كما إنخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني و لبى نداء الوطن و عمل مع رفاقه المجاهدين على تمويل الثورة و إبراز القضية الجزائرية .
إلتقى بعمالقة الأغنية القبائلية من الرعيل الأول أمثال سليمان عازم و الشيخ الحسناوي و غيرهم ممن رعوا موهبته الفنية و شجعوه على الغناء . كما إحتك بكبار الأغنية الجزائرية أمثال رابح درياسة، سلوى ، نورة … و كبار الموسيقيين و على رأسهم عمراوي ميسوم .
سجل أغنيته الأولى عام 1955 بعنوان ” يا المنفي ” و التي تجاوبت مع الثورة الجزائرية و تاريخ الوطن ، لتلقى صدى جماهيري واسع بالجزائر و المهجر و كل دول العالم ، و أداها من بعده آخرون أشهرهم رشيد طه و الشاب خالد .
ثم أغان أخرى كلها تتغنى بحب الوطن ، و الأمل و مسائل الحياة لاقت شعبية واسعة في الجزائر كأغنية ” يا مجرب احكيلي ” و زاد ثراءاً للأغنية القبائلية و صنع مجدها و بنى صرحها بأغنية ” ثامورث ايذورار ” ( بلاد الجبال ) سنة 1962 و للجمال غنى ” زريغ زين ” و للحب ” سهراغ فلام تغنيغ ” ( سهرت عليك و أغني ) و رائعة ” أ ثارمانت ” ( الرمانة ) و عن الواقع المعاش أغنية ” أياخام ” ( يا منزل ) ، ” عمي الحسين ” و المشهورة ” جاحاغ بزاف ذامزيان ” ( هاجرت و أنا صغير جدا ) … و غيرها من روائع الأصالة و التراث و الوطن و الحب العذري ، صار بها نجماً لا تزاحمه النجوم .
أحيى الفنان آكلي يحياتن حفلات و سهرات لا تنتسى في الجزائر و في أهم مسارح أوروبا و أمريكا و نال تكريمات و تقديرات مستحقة .
تميز بقدرته على الحفاظ على تفاعل الجمهور معه أثناء الغناء على المسرح كونه صاحب صوت مخملي يطرب الأسماع و تُعلق عليه طمأنينة القلب و خوفه .
عاد سنة 2018 بألبوم جديد بعنوان ” آ مي ” ( يا بني ) ساعياً إلى خدمة الفن الجزائري و الأغنية القبائلية رغم كبر سنه و لعله هو الفنان الجزائري الأكبر سناً الذي يدخل استوديو التسجيل في ذلك السن ، و لا زال يحضر ألبومات جديدة يطرب بها جمهوره الكبير و الوفي له من عقود من الزمن .
و يبقى الفنان آكلي يحياتن جوهرة نفيسة للغناء الجزائري و أحد أهم أعمدة الثقافة و الفن .
thank you