فن

وقفة تقدير لفقيد الساحة الفنية الفنان القدير مصطفى برور ( 2022-1935 )

مصطفى برور ، فنان مارس كل أنواع الفنون طوال 70 عاماً من الإبداع تاركاً بصمة مميزة في السينما و التلفزيون خاصة بدور الأب الحنون و عدة أدوار أخرى .

مصطفى برور من مواليد حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة عام 1935 ، اِلتحق بالمدرسة الإبتدائية بسوسطارة ، و في سن السادسة من عمره فقط إنضم إلى فرقة مسرحية تدعى ” القطب ” في الكشافة الإسلامية الجزائرية .

هو فنان تفتحت براعمه الفنية مبكراً و الذي إنطلق من خشبة المسرح سنة 1948 فاِحترف التمثيل و نجح بفضل عبقريته و عزيمته ، و كذلك بفضل إحتكاكه بالعمالقة أمثال أب المسرح الجزائري محي الدين بشطارزي و محمد التوري و رويشد ، و قدم إلى جانبهم أولى أعماله المسرحية .

سافر إلى باريس عام 1953 ، ليبدع في فن الموسيقى و إنضم إلى أوركيسترا مصطفى سحنون متعلماً التلاعب بآلة البيانو و الطار ، و رافق كبار المطربين الجزائريين المغتربين بفرنسا أمثال دحمان الحراشي ، عمراوي ميسوم ، سليمان عازم ، عبد الرحمان عزيز و السيدة نورة .

شارك عام 1955 في المهرجان العالمي للشباب رفقة قامات المسرح الجزائري بشطارزي و سيدعلي كويرات و يحي بن مبروك .
إنضم إلى فرقة جبهة التحرير و جاهد في الثورة الجزائرية و ساهم في تمويلها و إعلاء صوتها حتى تم سجنه بسجن الحراش ثم البليدة إلى غاية سنة 1962 .

بعد الاستقلال ، شارك في الحركة الثقافية التي ساهم فيها كل الفنانين الجزائريين بهدف إثراء المشهد الفني في كل مجالاته ، و قد إشتغل مصطفى برور بالإذاعة الوطنية و قدم عدة أعمال إذاعية مواصلاً تمثيله المسرحي .

و في السينما مثّل برور في حوالي 140 فيلماً سينمائياً كفيلم ” الخردجي ” و ” أبواب الصمت” و ” الليل يخاف من الشمس “
و ساهم في إثراء التلفزيون الجزائري بمشاركته في عشرات المسلسلات التلفزيونية التي كسب بها حب الجمهور و تقديره أبرزها مسلسل ” المشوار ” ، ” جروح الحياة ، ” شفيقة بعد اللقاء ” أين عرف بدور الأب الحنون .

تعرض في الفترات الأخيرة من حياته لنوعاً من التهميش و التجاهل من طرف مسؤولي قطاع الثقافة و تغييبه عن المناسبات الثقافية و المهرجانات و التكريمات الرسمية .

إثر إصابته بفيروس كورونا في أواخر شهر جانفي و مع تأثره بمضاعفات الفيروس ، توفي الفنان القدير مصطفى برور صبيحة يوم 12 فيفري 2022 عن عمر ناهز 87 عاماً .
تاركاً مشوار فني تنهل منه الأجيال لفنان إستحق التقدير و العرفان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى