وقفة تقدير و إجلال لمشوار سيدة الشاشة و المسرح ” كلثوم ” ( 1916-2010 )
أول إمرأة عربية جزائرية تصل إلى مهرجان ” كان ” هي الممثلة الراحلة كلثوم سيدة الشاشة و المسرح في الزمن الجميل . هي فنانة جسدت أجمل الأدوار في التمثيل الكوميدي و التراجيدي رفقة العمالقة .
هي عائشة عجوري المولودة في الرابع من أفريل سنة 1916 بمدينة الورود البليدة .
بدأت التمثيل و هي شابة الـ 19 عاماً ، اِنضمت إلى الفرقة المسرحية للعملاق محي الدين بشطارزي سنة 1935 ، ذلك الرجل المسرحي الذي كان له الفضل في إكتشاف موهبتها الفريدة من نوعها .
كانت لها الفرصة في إبراز طاقاتها و المشاركة في عدة أعمال مسرحية مع العمالقة الموهوبين أمثال بشطارزي و رشيد قسنطيني و حبيب رضا .
فقد قدمت السيدة كلثوم مشواراً مسرحياً ثرياً ، بأدوارها المميزة بين الدراما و الكوميديا و التراجيديا ، مثل مشاركتها في مسرحيتها الأولى ” زواج بالهاتف ” ، ثم تليها مسرحية ” عطيل ” سنة 1952 و المستلهمة من أدب ويليام شكسبير . و مسرحيات أخرى أشهرها ” أولاد القصبة ” ، ” حسان طيرو ” ، ” البوابون ” ، ” السلطان الحائر ” و غيرها …
تعتبر كلثوم أول إمرأة عربية جزائرية تصل إلى مهرجان كان السينمائي سنة 1967 مخلدة اِسمها في التاريخ .
أما مشوارها السينمائي فقد كانت إنطلاقته الحقيقية سنة 1966 في فيلم ” ريح الأوراس ” للمخرج محمد الأخضر حامينة .
و كانت على موعد مع نجاح مميز في فيلم ” حسان طيرو ” لنفس المخرج سنة 1967 مشكلةً مع الأسطورة رويشد ثنائي كوميدي تراجيدي لن يتكرر أبداً ، سواءاً في التمثيل و التقمص للشخصية و الأداء .
إلا أن مشاركتها السينمائية الأولى تعود إلى عام 1945 في ظهورها صدفةً في فيلم ألماني .
إبتعدت عن التمثيل في التسعينات بعد آخر أعمالها مسرحية ” دار برناردا لبا ” و ” البوابون ” إلى جانب رويشد سنة 1991 .
غابت عن الساحة الفنية لسنوات بعد ظهورها الأخير ، لترحل عن هذا العالم يوم 12 نوفمبر سنة 2010 ، تاركة أعمالها التي لخصتها في رسالة الفن الأصيل التي أدتها السيدة كلثوم بكل صدق و إخلاص .