فن

تكريم لسيدة الفن و سلطانة الطرب الحوزي الفنانة ” فضيلة الدزيرية ” ( 1917-1970 )

تزخر ثقافتنا بأسماء كبيرة خلدها الفن الأصيل ، أمثال سلطانة الطرب الحوزي الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية ، و سيدة الأصالة الجزائرية باِمتياز .


في يوم 25 جوان سنة 1917 بمدينة السيدة الإفريقية بالجزائر العاصمة ، ولدت فضيلة مداني وسط عائلة متواضعة أصولها من بومرداس .

لم تلتحق الفتاة فضيلة بمقاعد الدراسة ، إلا أن طريق الفن كان يناديها منذ سنوات طفولتها ، فقد تفتحت براعمها الفنية باكراً و بدأت بالتعرف و اِكتشاف ميدان الفن أكثر ، و هذا بتقربها من الفنانة الكبيرة الشيخة تيطمة و الشيخة يامنة .

ثم بدأت مشاكل و صعوبات الحياة تصطدم بفضيلة التي تزوجت في سن الثالثة عشر من عمرها ، و تعرضت لسوء المعاملة من طرف زوجها بعد أن خسرت اِبنتها الصغيرة ، ما جعلها تلجأ للفرار و اِتباع طريق الطرب في الفترة الصعبة التي كان فيها الغناء وشمة عار في المجتمع و خاصة الغناء النسوي .

في عام 1939 اِنضمت إلى فرقة فنية في العاصمة الفرنسية باريس ، و تعرفت على كبار المطربين و الموسيقيين أمثال الفنان عبد الحميد عبابسة و حداد الجيلالي ، الذي كان له الفضل في إبراز صوتها الملائكي في طابع الحوزي العاصمي و الزندالي و الشعبي .

كانت تجربتها في الفن هي الأنجح من بين مطربات الجزائر آنذاك ، ثم بدأت بتسجيل الأغاني و كانت البداية برائعة ” مال حبيبي مالو ” في عام 1949 ، ثم تألقت في عدة أغاني خالدة منها ؛ ” يا بلارج ” و ” أنا طويري ” و ” رشيق القلب ” …
و تفننت بالخصوص في أداء الإستخبارات في الطابع الأندلسي .

قبل إندلاع الثورة التحريرية ، أحيت المطربة فضيلة الدزيرية الكثير من الحفلات و الجلسات العاصمية ، و أدخلت الفرحة و السرور إلى قلوب محبيها ، و اِزداد الطلب عليها في الأفراح . فكانت تشرف على الأعراس مع فرقة الفنانة الكبيرة مريم فكاي .

عام بعد إندلاع الثورة ، فضيلة الدزيرية تنضم إلى الفرقة الوطنية لجبهة التحرير الوطني ، و كانت مجاهدة ، جمعت أموالاً من حفلاتها و سلمتها للمجاهدين لتمويل الثورة و شراء الأسلحة ، ثم سجنت من طرف السلطات الاستعمارية لمدة سنتين و ذاقت مرارة الحبس و التعذيب .

بعد عودتها إلى أرض الوطن ، كانت لها الفرصة في التعرف على الفنان مصطفى اسكندراني ، و المسرحي الكبير محي الدين بشطارزي ، و دخلت عالم التمثيل و تقمصت الأدوار المختلفة على خشبة المسرح في عدة مسرحيات منها ” موني راجل ” و ” ما ينفع غير الصح ” و العمل البارز مسرحية ” القهواجي ” عام 1959 رفقة محمد التوري ، و أول مسرحية لها كانت بعنوان ” عثمان في الصين ” ، لتجمع بين التمثيل و الغناء .

واصلت فضيلة الدزيرية دربها في بحر الفن ، إلى أن توفيت و رحلت عن هذا العالم يوم 06 أكتوبر سنة 1970 . تاركةً أعمال قيمة و أغاني خالدة لا زالت تردد في الأفراح و المناسبات تكريمًا و تخليداً لروح سيدة الغناء الحوزي الجزائري فضيلة الدزيرية .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق