تخليداً لروح مطرب المالوف الفنان ” حسن العنابي ” ( 1925-1991 )
عندما نذكر المالوف العنابي أو الفن في عنابة ، يأتي إلى ذهننا اِسم واحد من كبار شيوخها في الطرب … إنه فنان المالوف الراحل حسان العنابي .
اِسمه الحقيقي هو عوشال حسان ، هو من مواليد يوم 20 نوفمبر سنة 1925 بمدينة لقصر ببجاية ، في وسط عائلة متواضعة قررت الهجرة من بجاية و العيش في الشرق الجزائري بمدينة عنابة .
عاش سنوات طفولته كمعظم أطفال المنطقة ، و درس مرحلته الإبتدائية ، إلى أن ترك مقاعد الدراسة في سن الرابعة عشر من عمره ، ليهتم بأمر آخر شغل باله منذ الصغر و هو الطرب و الموسيقى .
فقد كان حسان في البداية عاشقاً لنوع موسيقي جزائري تقليدي و هو العيساوة ، متعلماً على يد الكبار أمثال الشيخ التيجاني و الشيخ العقبي . ثم اِهتم بفن آخر و هو التمثيل المسرحي ، فاِحترف الكوميديا و التمثيل على خشبة المسرح الذي كان يرأسه مالك بن عومار رئيس جمعية ” بدر” التي شاءت الأقدار أن يترأسها حسان العنابي فيما بعد .
في سنوات الأربعينات ، تعلم الفنان الموسيقى و اِحترف العزف على العديد من الآلات الموسيقية بدءاً من البيانو ثم الكمان ، الناي ، الزرنة و العود…
و كان أول حفل له في سنة 1948 بمدينة سوق أهراس مع الإخوة بن زرقة ، أين اشتهر و صار اِسماً كبيراً في الساحة الفنية . و خاصة في الموسيقى و الفن الأندلسي كونه عميداً لأغنية المالوف ، و عاصر بقية شيوخها و تنافس معهم أمثال محمد الكرد و الشيخ سامعي .
سجل أسطوانته الأولى بعنوان ” فطيمة روح يا بن الورشان ” لتكون أول نجاح له ، ثم أبدع في أغاني أخرى نذكر منها أغنية ” يا مولات الساق الظريف ” و ” من هوى روحي و راحتي ” .
كما كان للشيخ حسان العنابي ظهور قوي في المسرح ، إذ أنه رافق عملاق المسرح الجزائري محي الدين بشطارزي ، و أضاف بصماته الخاصة في مسرحيات شارك فيها منها ” الوداع الأخير ” و ” اِنتصار الحق ” .
إلا أن عشقه للمالوف العنابي كان لا حدود له ، الأمر الذي جعله يسعى لتطويره و خدمة الفن الأندلسي الجزائري بصفة عامة ، و تعلم على يده الكثير من الفنانين الذين اِتبعوا نهجه مكتشفين أسرار و بصمات خلفها النجم الخالد في هذا الإرث الفني العريق .
توفي الفنان حسان العنابي بعد مرض عظال يوم 30 سبتمبر سنة 1991 .