فن

هل سيعود يوماً ما النجم عثمان عريوات إلى الساحة الفنية ؟

الفنان عثمان عريوات ، الظاهرة الفنية و أسطورة الكوميديا الجزائرية ، ممثل عبقري لم يفارق قلوب الجزائريين رغم غيابه الطويل .

عثمان عريوات هو من مواليد يوم 24 سبتمبر سنة 1948 بولاية باتنة و بالتحديد بمدينة امدوكال ، و نشأ وسط عائلة شاوية جزائرية .

قبل الحديث عن بداياته في الفن ، يجب الإشارة إلى أن عريوات كان مدرساً لمادة اللغة الفرنسية و مولعاً بهذه اللغة ، فقد تحصل على الجائزة الأولى للغة الفرنسية و تلقى تشجيعاً من أستاذه Henri Vagnet . إلا أنه توجه إلى دراسة المسرح باللغة العربية في الجزائر .

بدأ أولى خطواته نحو النجومية من معهد الكونسرفاتوار بالعاصمة أين درس التمثيل من سنة 1969 إلى 1972 ، و تعلم أصول المسرح على يد الكبار أمثال مصطفى قصدرلي و طه العميري .

عالم التمثيل مكان نزهة بالنسبة له و لا مجرد هواية بل هو موهبة و عشق لفن جعل منه نجماً من نجوم الشاشة الجزائرية سنوات الثمانينات و التسعينات ، الفترة التي اِشتهر فيها و صار وجهاً معروفاً لدى المشاهد الجزائري خاصة بعد وفاة الممثل حاج عبد الرحمان المعروف بالمفتش طاهر و الفنان حسان الحسني .

عُرف بجديته في العمل ، فكان من المعروف عنه أنه يتقن تجسيد شخصية الرجل الريفي في عدة أعمال ، إلا أنه أبهر المشاهدين بتمثيله و آدائه الأسطوري و تجسيده لشخصية الشيخ بوعمامة رمز المقاومة الشعبية الجزائرية في فيلم تاريخي ناجح يعود لسنة 1985 ، العمل الذي توج بالميدالية الذهبية في الاِتحاد السوفياتي .

كانت المسيرة طويلة و الأعمال كثيرة ، فقد حقق بها صدى جماهيري كبير ، و أول ظهور لعثمان عريوات كان سنة 1963 في فيلم ” النتيجة ” ثم في أفلام أخرى فالستينات و السبعينات . إلا أنه كان على موعد مع نجاح باهر في فيلم ” الطاكسي المخفي ” عام 1989 أين مثل رفقة الممثلة وردية ، يحي بن مبروك ، أبو جمال … و غيرهم .

نجاح آخر للفنان كان في فيلم ” من هوليوود إلى تمنراست ” ، ثم الفيلم الأسطوري ” عايلة كي الناس ” سنة 1992 مع الراحلة فتيحة بربار ، و لا يمكن الحديث عن هذا العمل البارز دون ذكر جملته المشهورة ” سوڨ مك لي يحل فالليل ! ” … نعم إنها العفوية و روح الكوميديا .

و في نفس السنة مع القديرة باهية راشدي في فيلم ” اِمرأتان ” ، و عمل إبداعي آخر سنة 1994 ألا و هو ” كرنفال في دشرة ” بدوره سي مخلوف البومباردي رفقة عدة ممثلين بارعين كالممثل صالح أوقروت في أول ظهور له ، و لخضر بوخرص و حميد عاشوري … كان عمل كوميدي نال إعجاب المشاهد الجزائري الذي اِبتسم و اِستمتع بالفيلم رغم الظروف الصعبة التي عرفتها البلاد في التسعينات .

بعدها بسنوات قليلة ، اِبتعد الكوميدي الأسطوري عن الأضواء و اِعتزل التمثيل إلى يومنا هذا ، بسبب عدم الإفراج عن فيلمه “وقائع سنوات الإشهار ” للمخرج سلامي بشير ، فيلم منع من البث من طرف السلطات العمومية نظراً للمواضيع الجريئة التي تضمنها المحتوى الذي اِنتقد فيه عدة أمور سياسية ، و كذلك بسبب ميزانيته .

عانى عريوات لسنوات طويلة من التهميش و الظلم ، و رفض اللقاءات الصحفية و التلفزيونية … ثم ظهر في فيديو في جانفي 2021 على صفحته الرسمية على موقع الأنستغرام أين وجّه كلمة للجزائريين و شكرهم على مساندتهم له في الفترة الصعبة من حياته إلى يومنا هذا.

و قبل هذا الظهور ، كُرم عثمان عريوات بوسام الاِستحقاق الوطني من درجة عشير من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم 19 جويلية سنة 2020 .

فهو فنان قدير و كبير أدى رسالة الفن مع إدخال السعادة و السرور على الجمهور الذي لا زال يأمل و يتمنى عودة النجم إلى سماء الساحة الفنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى