الملاك الأبيض حمدي بناني ( 1943-2020 ) فنان خلده إبداعه.
الملاك الأبيض حمدي بناني هو أيقونة المالوف . فنان ملتزم و أحد رواد الطرب و سفير الفن الجزائري في دول العالم .
هو من مواليد الفاتح من جانفي سنة 1943 بمدينة عنابة في الشرق الجزائري ، أين عاش سنوات شبابه . نشأ وسط عائلة فنية ، فقد كان والده رساماً .
عشق الفن لتتفتح براعمه الفنية باكراً و بدأ العزف و الغناء ، و عمره لا يتجاوز 16 عاماً ، كما تربى و تعلم من الكبار أمثال الفنان محمد الكرد .
كان صوته المميز سبباً لإكتشاف موهبته الغنائية و آدائه الفريد ، ففي بداية المشوار و تحديداً في خمسينات القرن الماضي ، كان حمدي يؤدي أغاني فرنسية و عالمية لعمالقة الغناء العالمي ، كما عزف على مختلف الآلات و خاصة آلة الكمنجة .
و اِنطلق الفنان في بحر الفن عاشقاً لنوع موسيقي جزائري و هو طابع المالوف في الموسيقى الأندلسية .
و قام بإحياء تراث عنابة و الجزائر على نهج كبار الفنانين أمثال المايسترو الحاج محمد الطاهر الفرڨاني و محمد الكرد العنابي .
اِشتهر بعدة أغاني ذات كلمات عذبة صادقة و ألحان شجية مثل أغنية ” يا باهي الجمال ” ، ” بالله يا حمامي ” ، ” جاني ما جاني ” ، و رائعة ” عيون الحبارة ” … و روائع فنية أخرى محققاً بها نجاحًا جماهيرياً ساحقاً .
عُرف حمدي بناني بأناقته و وقوفه المحترم على المسرح ، كما لُقب بـ ” الملاك الأبيض ” و هذا نسبة لبذلته البيضاء و كمانه الأبيض الذي لم يفارقه أبداً في كل ظهور له .
يعتبر بناني سفير أغنية المالوف في العالم ، إذ أنه كُرِم في العديد من المحافل الدولية بجوائز قيمة و أوسمة ، أين كان يُحي حفلات و سهرات ، حظي من خلالها بإحترام كبير و شهرة واسعة .
كانت له الفرصة في الغناء أمام شخصيات سياسية كبيرة و ملوك و رؤساء دول العالم في الوطن العربي ، أوروبا ، أمريكا و آسيا … حاملاً رسائل الحب و الإنسانية و السلام في كلماته و ألحانه .
اِنقطعت أوتار الكمان الأبيض و رحل عنا حمدي بناني يوم 21 سبتمبر سنة 2020 عن عمر ناهز الـ 77 عاماً بمسقط رأسه عنابة .
و بذلك فقدت الساحة الفنية الجزائرية واحداً من أهم روادها المبدعين في الطرب .