نجمة الراي الأولى الشيخة ريميتي (1923 – 2006) Cheikha Remitti
أسطورة الراي الشيخة ريميتي هي النجمة الأولى للغناء الرايوي النسوي ، التي تعتبر صوت المهاجرين الجزائريين و التي نجحت في اِكتساح فن الراي .
سعدية باضيف ، اِبنة مدينة سيدي بلعباس ، هي من مواليد يوم الثامن من ماي سنة 1923 . نشأت في ظروف قاسية بين البؤس و الفقر ، ما جعلها تقرر الإنضمام إلى فرقة موسيقية جزائرية لتتعلم الرقص و الغناء و هذا سنة 1943 .
عاشت بعد ذلك في مدينة غليزان أين دخلت عالم الكتابة و التلحين لأغاني حققت لها الشهرة طوال سنوات مشوارها الفني ، فقد مست أغانيها مواضيع مختلفة خاصة ما يخص المهاجرين و موضوع الفقر و معاناة المغتربين بفرنسا .
كما تميزت كلمات أغاني الشيخة ريميتي بالجرأة و الألفاظ العامية الأمر الذي جعلها قريبة جداً من فئة الشباب و المغتربين ، و بعيدة كل البعد عن أضواء الساحة الفنية الجزائرية و التلفزيون الجزائري الذي منع بث أغانيها حتى بعد وفاتها و هذا منذ الإستقلال .
بدأت تسجيل الأسطوانات منذ سنة 1954 و كانت الإنطلاقة بأغنية ” شرك ڨطع ” التي حققت بها نجاحًا كبيراً إضافة إلى أغاني أخرى اِستعارها العديد من نجوم الراي الذين تنافست معهم في سنواتها الأخيرة رغم كبر سنها ، إذ أنها لم تتوقف عن الغناء و إحياء الحفلات حتى آخر أيام حياتها .
لقبت بلقب ” ريميتي” بعد أن طلبت المشروب من نادلة في أحد الحانات بقولها ( Remettez ) أي اسكب مرة أخرى !
لقد تعاملت سيدة الراي البدوي مع كبار الموسيقيين و العازفين مثل روبرت فريب Robert Fripp ومع عازف الباص في فرقة رد هوت تشيلي بيبرز Red Hot Chili Peppers ، حيث زاوجت في أسطوانتها الأخيرة “أنت قدامي” آلات موسيقية بدوية مثل الناي والربابة مع الموسيقى الإلكترونية .
رغم التهميش الذي عرفته في الجزائر نجمة الراي الأولى ، إلا أنها حظيت باِحترام واسع في المهجر وسط المهاجرين الذين أمتعتهم طوال سنوات في حفلات عديدة حتى بعد آدائها لفريضة الحج .
فارقت الحياة يوم 15 سنة 2006 عن عمر ناهز الـ 83 عاماً ، إثر سكتة قلبية بالعاصمة الفرنسية باريس .
بقلم : يانيس حاجم – Yanis Hadjem