سنة كاملة مضت على رحيل الفنان العالمي ” إيدير ” (1949-2020) Idir
فخر و اِعتزاز أن يحمل سجلنا الفني العالمي إسماً خالداً نجح في تشريف الجزائر و نشر الثقافة الأمازيغية في كل أنحاء العالم… سفير الأغنية القبائلية الأسطورة إيدير .
في يوم 25 أكتوبر سنة 1949 ، بقرية آيت لحسن ببني يني ولاية تيزي وزو ، ولد حميد شريت وسط أسرة قبائلية متواضعة في جو العادات و التقاليد الأصيلة التي حددت مستقبله في عالم الكتابة و التلحين .
عاش طفولته في القرية ، قبل أن ينتقل رفقة أسرته إلى مدينة الجزائر ، أين واصل تعليمه و دخل الجامعة متخصصاً في الجيولوجيا . كما كان حميد مهتماً بالفن و الموسيقى و الشعر … فقد كانت اِنطلاقته في عالم الفن مجرد صدفة سنة 1973 في القناة الثانية للإذاعة الوطنية ، أين قام بأداء أغنية نيابة عن الفنانة نوارة آنذاك ، مغيراً إسمه الحقيقي إلى ” إيدير ” و لفت اِنتباه الجميع بجمال صوته الشجي .
واصل إيدير العمل و الإجتهاد في هذا المجال الحيوي و أطلق أغنية رائعة كانت سبباً في نجاح مساره الفني و شهرته الواسعة بعنوان ” أفافا ينوفا ” سنة 1976 .
تلك الأغنية التي كانت جوهرة حياته الفنية قد وصلت إلى مختلف ربوع العالم ، و حظيت بنجاح كبير فقد ترجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية و رددها العديد من المغنيين العالميين تكريماً لإبداع المبدع إيدير.
قد لا يعلم البعض أن إيدير خلال سنوات نشاطه الغنائي منذ السبعينات أطلق عشرة ألبومات مسجلة تحمل أغاني كثيرة و التي تعتبر معظمها ناجحة ، فقد تغنى بالغربة و متاعبها ، الهوية ، المرأة ، و خاصة الثقافة الأمازيغية و أصولها التي عرّفها لمختلف الأجناس بكلمات صادقة و هادفة بعدة أغاني : ” أي ازواو ” و ” اذرار ئنو ” و ” زويت رويت ” لذا يعتبر دائماً سفير الأغنية الأمازيغية في العالم.
صحيح أن إيدير لم يكتب و لم يغن كثيراً أغاني الحب ، إلا أنه كرّم المرأة كأم و أخت و زوجة و اِبنة بكلمات نابعة من أحاسيس و قلب صادق ، على ألحان طابعه الموسيقي الخاص و الذي مزج فيه بين العصري و الفلكلور معتمداً دائما على الموسيقى القبائلية التراثية و محافظاً على أصالتها .
حقق الفنان القدير معظم نجاحاته خارج الوطن ، فقد أحيى العديد من الحفلات بروائعه الجميلة في أوروبا و أمريكا و آسيا رفقة نجوم جزائريين كالشاب خالد و عالميين أمثال انريكو ماسياس و فرانسيس كابرل …
ليعود بعد ذلك إلى أرض الوطن بعد ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية و رسمية ، و يطرب جمهوره بعد غياب دام حوالي 38 سنة في القاعة البيضاوية بالجزائر العاصمة سنة 2018 بروائعه العديدة ” اسندو ” ، ” يلها وورار ” ، ” شفيغ امزون ايضلي ” … .
و قبل سنة من ذلك أصدر آخر ألبوم له ، و الذي يحمل أغاني ثنائية قام بتأديتها رفقة كبار قامات الفن العالمي أمثال : شارل أزنافور و ماكسيم فوريستيي .
اِنطفأت شمعة الأسطورة إيدير يوم 2 ماي سنة 2020 بعد معاناة مع المرض … و اِنتشر خبر وفاته بسرعة و هزّ مختلف ربوع العالم ، فقد عزى في رحيله العديد من الفنانين إضافة إلى شخصيات سياسية عديدة و رؤساء و منظمات عالمية .
و بذلك تكون الأغنية الأمازيغية الجزائرية قد فقدت أحد أكبر سفرائها في العالم .
بقلم: يانيس حجام – Yanis Hadjem