تخليداً لنجم الأغنية الجزائرية العصرية الفنان سامي الجزايري (1945-1987)

صوته على وسع المدى، وقال عنه الكثير أنه لن يتكرر، هو بشهادة الكثير نجم الأغنية الجزائرية العصرية… في ربوع الطرب نما عشقه للفن والموسيقى، ودخل هذا المجال منذ الصغر ميقناً بإصرار كبير حتى حقق حلمه، أغنية “الراحلة” جعلته اسماً لامعاً في سماء النجوم، لكن الجمهور توجه نجماً من الصف الأول.
فمن منا لا يعرف رائعة ” الراحلة ” و ” يا بنات الجزاير ” و ” أ يا حداد ” وغيرها من الروائع التي أطربنا بها النجم الراحل سامي الجزايري في عدة طبوع وألوان خلال السنوات الذهبية للأغنية الجزائرية.
في يوم 6 سبتمبر عام 1945 والموافق للسابع والعشرين من شهر رمضان، ولد سامي الجزائري وباسمه الحقيقي علي كانوني بحي “تابنعليت” في المدينة العليا لتيزي وزو. هو ابن أسرة ميسورة الحال، ترك مقاعد الدراسة مبكراً من أجل العمل وكسب لقمة العيش، فمارس عدة مهن وحرف بسيطة طيلة سنوات شبابه.
وفي نفس الوقت كان يولي اهتماماً كبيراً للموسيقى والغناء منذ صغره، فتعلم العزف على عدة آلات موسيقية، ورافق عدة مطربين شباب من جيله في مدينة تيزي وزو آنذاك منهم رشيد مصباحي.
هاجر إلى فرنسا في مطلع الستينات، واشتغل كموظف في القطار، وفي نفس الوقت كان يواصل نشاطه الفني ميقناً بإصرار كبير حتى حقق نجاحاً كبيراً منذ بداية مسيرته.
هو من أهم الفنانين الذين سطع نجمهم و برزوا في سنوات الستينات والسبعينات، وتميز عن غيره بصوته المميز و آدائه المتمكن للعديد من الأغاني، وهو ما فتح له باباً نحو الشهرة، كما عرف بأناقته ووقوفه القوي على المنصة.
أدى سامي الجزايري أغاني ناجحة في طبوع غنائية وألوان موسيقية مختلفة، و نجح في ذلك خاصة بعد تعاونه مع المؤلف الكبير ”محبوب باتي” المجدد في الأغنية الجزائرية.
أطرب قلوب محبيه قبل أن يطرب أسماعهم بصوته الشجي في الطابع الحوزي والشعبي والعصري بروائع عذبة وملتزمة أشهرها ””الراحلة”، “يا بنات الجزاير”، “هي هي ”، “العزيزة”، “على وحيدة”… وغيرها
كما زاد جمالاً و ثراءاً للأغنية القبائلية بعشرات الأغاني أبرزها ” أ يا حداد الفطة ” و ” سي محند اومحند ” و ” روح خاس روح ”، “أ وردية”… ليصبح أحد أبرز قامات الفن الجزائري في تلك الفترة.
رحل الفنان سامي الجزايري في سن مبكرة يوم 3 أفريل سنة 1987 إثر حادث مرور ببئر توتة بالجزائر العاصمة، دون أن يواصل إبداعه و نجاحاته التي حققها خلال عشرين سنة فقط من العطاء الفني، ليكون رحيله خسارة كبيرة وضربة قوية هزت الساحة الفنية الجزائرية.