فن

وردية (1931-1991) سيدة التمثيل وأسطورة الكوميديا

الممثلة وردية هي إحدى نجمات الكوميديا التي تعلق بها الجمهور بسبب حسها التراجي-كوميدي وعفويتها وتلقائيتها البعيدة عن الافتعال، ما جعل منها فنانة محبوبة لدى المشاهدين، فقد استطاعت دخول قلوبهم لسنوات عديدة فترة الزمن الجميل.

ولدت وردية حميطوش سنة 1931 بالجزائر العاصمة، لأسرة قبائلية تنحدر من تيزي وزو. كما أنها جدة مغني الراب الشهير ” لاكريم Lacrim” .

كانت منظفة بسيطة في مستشفى مصطفى باشا، ثم صارت فنانة كبيرة حققت نجومية وشهرة كبيرة في الوسط الفني، بعد التقائها بفنانين ومخرجين منحوا لها فرصة تفجير موهبتها الفذة في التمثيل الكوميدي.

جعلت من عالم التمثيل مكان نزهة لإبراز موهبتها الفريدة من نوعها، فقد كانت تؤدي مختلف الأدوار بطريقة عفوية ومرحة وباِرتجالية، دون الاستعانة بحفظ السيناريو والحوار حرفياً. ما جعلها تكسب حب الجمهور وتقدير الجميع.
كانت بدايتها في الإذاعة الوطنية، ثم شاركت في أفلام عديدة مع كبار الممثلين أمثال رويشد، مصطفى العنقى، قاسي تيزي وزو، محمد حلمي، حمزة فغولي، نورية… وغيرهم.

فقد مثلت في فيلم “ليلى والأخريات” سنة 1978 تحت إشراف المخرج سيدعلي مازيف، وفي “خذ ما اعطاك الله“ في نفس السنة مع الراحل مصطفى العنقى في تحفة فنية خالدة للمخرج الحاج رحيم.

كما ظهرت في فيلم “ميدالية لحسان” سنة 1986، وأدت دوراً هاماً في فيلم “حسان النية” للمخرج الغوثي بن ددوش سنة 1989، رفقة العملاق رويشد وشكلا معاً ثنائي تراجي-كوميدي متناسق وفريد من نوعه… وكانت على موعد مع نجاح كبير في عمل سينمائي ناجح كما لعبت فيه دوراً أساسياً رفقة نجوم لامعين أمثال عثمان عريوات وأبو جمال ورشيد فارس وهو فيلم “الطاكسي المخفي”.

كما شاركت في فيلم ”من هوليوود إلى تمنراست” سنة 1991، ولعل الفيلم الكوميدي “زواج فاشل” Mariage raté كان آخر عمل تقدمه الراحلة وردية رفقة قاسي تيزي وزو وسليمة لعبيدي.

كانت أشهر ممثلة كوميدية في الجزائر خلال فترة السبعينات والثمانينات، وهذا بفضل حسها التراجي-الكوميدي وخفة دمها وردود أفعالها ذات الإيقاع التلقائي والمفعمة بالعفوية البعيدة عن الافتعال والتقليد.

توفيت سيدة الكوميديا وردية في يوم الفاتح من جانفي سنة 1991 بفرنسا أثناء سفرها في القطار إثر سكتة قلبية. ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على رحيلها، إلا أن الساحة الفنية لم تتمكن من إنجاب ممثلة بمواصفاتها الكوميدية والتمثيلية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى