نرجس… أيقونة الفن الحوزي

صوتها على وسع المدى، وبشهادة الكثير هو صوت أصيل ومميز… في ربوع الطرب نما عشقها للفن والموسيقى، هي التي غنت وأبدعت منذ الصغر، ميقنةً بإصرار كبير حتى حققت الحلم، وصارت نجمةً لامعة في سماء النجوم، لكن الجمهور توجها أيقونة للطرب الحوزي، فقد حققت روائعها الفنية نجاحاً باهراً ولا تزال.
هي الفنانة نرجس، واسمها الحقيقي نادية بوشامة، هي من مواليد يوم 12 ديسمبر سنة 1955 بحسين داي بالجزائر العاصمة، لعائلة محافظة تنحدر أصولها من مدينة شرشال.
كانت تحب الغناء منذ أن كانت صغيرة، وتفتحت براعمها الفنية مبكراً، وخلال السبعينات انضمت إلى أول جوق موسيقي بوليفيني في المعهد الوطني للموسيقى بمدينة الجزائر. وتتلمذت على أيدي أساتذة أكفاء أمثال يحي ڨينون وشكري يلس الذين ساهموا في تكوين شخصيتها الفنية مع توجيهها وإرشادها لتفجير موهبتها الغنائية الفذة.
خطت أولى خطواتها نحو النجومية عندما شاركت في برنامج ألحان وشباب سنة 1973، وكانت هذه المحطة نقطة التحول في مسارها الفني، حيث تعرف عليها الجمهور واكتشف صوتها الشجي الدافئ الذي تعلق عليه طمأنينة القلب وخوفه عند إبداعها في أداء الأغنية الحوزية والعاصمية.
كانت لها الفرصة في الالتقاء بعمالقة الأغنية الجزائرية والتعلم منهم أمثال الحاج محمد العنقة، لمين بشيشي، الحاج محمد الطاهر الفرڨاني، بوجمعة العنقيس، سلوى، نورة وغيرهم ممن تأثرت بهم وبفنهم وعملوا على تشجيعها ورعوا موهبتها.
كانت على موعد مع نجاح باهر سنة 1974 عند أدائها لأغنية “صفة الشمعة والقنديل” التي توجت مسيرتها الفنية وكسبت بها قاعدة جماهيرية واسعة ومكانة مميزة في الوسط الفني كنجمة صاعدة وساطعة في سماء الأغنية الجزائرية والطرب الحوزي خاصة.
وفي نفس السنة شاركت في أول حفل لها تحت إشراف الموسيقار مصطفى سكندراني بمناسبة افتتاح مسرح سيدي فرج.
وفي السنة الموالية 1975 تعاملت مع المؤلف الكبير حداد الجيلالي وغنت كلماته في أغنية ناجحة بعنوان “عدات دموعي”، ثم حققت نجاحاً آخراً بأغنية “نجمة الدوجة” وصارت أيقونة للفن الحوزي والعاصمي والأندلسي.
أحيت عدة حفلات في الجزائر وفي الخارج، وشرفت بلادها أحسن تشريف، وكانت خير سفيرة للفن الجزائري بأدائها للطرب الأصيل والكلمة الملتزمة أين ما حلت بروائع التراث الثقافي الغنائي للجزائر، مع حرصها على ارتداء اللباس التقليدي الجزائري بمختلف أنواعه وألوانه وخاصة الزي التقليدي العاصمي.
شاركت في برنامج ذا فويس سينيور سنة 2020 لتتويج مسيرتها الفنية ومن أجل إبراز الغناء والتراث الجزائري في المشرق العربي، ووفقت في أداء أغاني من التراث الجزائري كأغنية “لله يا بن الورشان” و”حيرتني بنية” بصوت عذب وفخم أثارت به إعجاب لجنة التحكيم التي كانت تضم ألمع نجوم الطرب العربي أمثال هاني شاكر وسميرة سعيد وملحم زين.
هي وريثة فن المطربة الراحلة فضيلة الدزيرية ومريم فكاي وغيرهن.. لا تزال السيدة نرجس تبدع في الغناء والطرب بأجمل الروائع والألحان والكلمات، خدمة للفن الأصيل والأداء الملتزم.






