بلاحة بن زيان (1953-2021) صانع البهجة ومحبوب الجماهير

بلاحة، النوري، قادة… وغيرها من الأسماء والألقاب التي اِرتبطت برجل واحد اِستطاع رسم البسمة والضحكة لدى الجزائريين بعفويته في التمثيل وروحه المرحة في كل ظهور له، ليترك بصمة مميزة في الساحة الفنية الجزائرية.
الممثل الكوميدي بلاحة بن زيان هو من مواليد يوم 23 نوفمبر سنة 1953 بمدينة وهران. كسب حب الجمهور واِحترام واسع خلال سنوات نشاطه الفني، و هذا لكونه فنان أدى رسالة الفن وخدم المجال بكل تواضع وإخلاص، منذ بداياته الأولى التي كانت في معهد التمثيل بوهران.
احتك بكبار قامات الفن أمثال سيراط بومدين وقدور بن خماسة خلال السبعينات، وقدم أولى أعماله المسرحية، ليشارك بعدها في مهرجان وهران سنة 1974.
وفي سنة 1992 شارك بلاحة في سلسلة “عايش بالهف” رفقة العملاق سيراط بومدين. ثم أبدع في التمثيل على شاشة التلفزيون، واحترف فن الكوميديا بحضوره المميز في العديد من المسلسلات الفكاهية، نذكر منها: سلسلة “ناس ملاح سيتي”، و “جمعي فاميلي” سنة 2008 للمخرج جعفر قاسم. كما كان على موعد مع نجاح آخر سنة 2013 في مسلسل “بوضو”.
فقد مثًل بلاحة بن زيان خلال مسيرته مع وجوه فنية لامعة أمثال: بيونة، محمد جديد، بختة بن ويس وصالح أوڨروت في أكثر من عمل.
واصل الإبداع و العمل على إسعاد جمهوره لسنوات عديدة في جل أعماله الكوميدية، ولعل بإمكاننا القول أن أهم محطة في المسار الفني لبلاحة بن زيان كانت مشاركته المميزة في سلسلة “السلطان عاشور العاشر” الذي نال إعجاب الجمهور، شارك فيه رفقة باقة من ألمع نجوم الشاشة الجزائرية، و أضاف بصمة خاصة لهذا العمل بدوره الأسطوري “النوري” الذي أتقنه وتفنن في آدائه بكل خفة دم وروح فكاهية مرحة، ليدخل قلوب الجماهير ويكسب حبهم له.
شاءت الأقدار أن يرحل عنا يوم 2 ماي سنة 2021 بعد معاناة مع المرض بمستشفى وهران العسكري عن عمر ناهز 68 سنة. وبالرغم أنه ترك بصمات وذكريات جميلة في قلوب محبيه، إلا أنه خلف وراءه حزناً عميقاً لدى جمهوره، وفراغاً كبيراً في ساحة الفن الجزائري التي فقدت نجماً لن يتكرر مرتين.

