فن

فتيحة سلطان… قامة مسرحية من زمن الفن الجميل

فتيحة سلطان ممثلة مسرحية وتلفزيونية من الطراز الرفيع، تمكنت من كسب قلوب الجماهير وشعبية كبيرة في الوسط الفني نظراً لاحترافيتها في التمثيل وأداء مختلف الأدوار في أنجح المسلسلات والأعمال التي بقيت راسخة في وجدان الذاكرة الفنية الجزائرية.

ولدت فتيحة سلطان بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة، يوم 19 جانفي سنة 1953.

كانت انطلاقتها الأولى من المحطة التلفزيونية لقسنطينة من خلال مشاركتها في حصة “منكم وإليكم” سنة 1969 وعمرها لا يتجاوز 16 عاماً.
تلقت دروساً في المسرح وفنون أخرى، فاحترفت التمثيل منذ سن مبكرة ونجحت في أداء أدوار عديدة في الكثير من الأعمال المسرحية التي توجت مسيرتها الفنية.

فالنجاح أثمر العديد من الأعمال التي حققت بها نجاحاً كبيراً، وكانت البداية بمشاركتها في مسرحية “النملة والصرصور”، ثم مسرحية “خويا عدويا” للمخرج عبد الحميد حباط بمسرح قسنطينة سنة 1975.

لتليها عدة أعمال قيمة على خشبة مسرح عنابة من تأليف وإخراج عمالقة الفن المسرحي، نذكر منها مسرحية “يوم الجمعة خرجوا الريام” لسليمان بن عيسى سنة 1977، ومسرحية “المحقور” التي هي من إخراج عبد المالك بوڨرموح سنة 1978، ثم تعاملت مع الكبير محمد حلمي في مسرحية “التواصل” سنة 1981، ومع كمال كربوز سنة 1983 في مسرحية “اللي دارها بيديه”.

أثبت فتيحة سلطان وجودها في الساحة الفنية وفجرت موهبتها في التمثيل المسرحي لتكون جزءاً أساسياً من مسرح قسنطينة وعنابة سنوات الثمانينات والتسعينات.
كما كانت لها بصمات مميزة في السينما، فقد مثلت في فيلم “عيش بتناش” لمحمد حلمي، وفيلم “أمهاتنا” لمصطفى قريبي، وكذلك في فيلم “مجازر 8 ماي” للمخرج أحمد راشدي.

تألقت وصنعت لنفسها نجومية كبيرة في عالم التلفزيون من خلال عدة مسلسلات نالت بها إعجاب المشاهدين. فقد ارتبط اسمها بأعمال مميزة منها سلسلة “عيسى سطوري”، “عيش تشوف”، “شاري دالة”، “عمارة الحاج لخضر”…
كما سجلت حضوراً متميزاً في أعمال درامية منها مسلسل “المشوار” سنة 1996، مسلسل “موعد مع القدر”، مسلسل “أنين الأرض”، ومسلسل “لحظة وداع” من إخراج حسين ناصف سنة 2018 رفقة شافية بوذراع وعدة وجوه فنية جزائرية.

وكانت على موعد مع نجاح باهر في السلسلة الكوميدية “أعصاب وأوتار” من إخراج محمد حازورلي، العمل الذي قربها أكثر من الجمهور، أين شاركت فيه رفقة عدة نجوم أمثال حسان بن زراري، رشيد زيغمي، بشير بن محمد، فطيمة حليلو… وغيرهم ممن صنعوا الابتسامة والفرحة لدى الجمهور الجزائري في فترة العشرية السوداء.

فتيحة سلطان من الفنانات اللواتي أحبن الفن بصدق، فقد خدمته بإخلاص وأعطته كل ما تملكه لرسم البسمة على جمهورها والتقرب إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى