الفنانة القديرة نوارة … سيدة و ديفا الأغنية القبائلية
نوارة… جوهرة الأغنية القبائلية و واحدة من نجمات الزمن الجميل ، صوت دافئ و إحساس صادق يدخل القلب على ألحان النغم الشجي .
هي زاهية حميزي المولودة يوم 15 أوت سنة 1945 بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة ، ابنة أسرة تنحدر من عزازڨة بتيزي وزو . كانت تعاني خلال طفولتها من ضعف البصر جعلها تمكث بالمستشفى لمدة طويلة مع المعاناة من الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الجزائر في تلك المرحلة .
فقدت بصرها منذ سن الثالثة إلى غاية الثامنة من عمرها فعملا والداها على السعي من أجل علاجها و استرجعت بصرها إلا أن النظارات لا تفارق عينيها إلى يومنا هذا .
إلا أنها كانت تحب الفن حد النخاع منذ صغرها و كانت تستمع طوال الوقت للبرامج الإذاعية و أغاني مختلف الطبوع و الألوان ، و تفتحت براعمها الفنية باكراً حينما كانت تردد الأشويق و الأغاني القبائلية التقليدية متأثرة بسيدات الطابع القبائلي أمثال الفنانة شريفة و حنيفة .
كانت تحلم بأن تصبح ممرضة إلا أن حب الفن كان أقوى ، فدخلت الإذاعة الوطنية سنة 1963 أين كانت تؤدي أغاني في برنامج إذاعي موجه للطفولة ، ثم صارت منشطة إلى جانب المطرب طالب رابح الذي يعد واحد ممن رعوا موهبة نوارة إلى جانب محمد بن حنفي ، زهير عبد اللطيف و كمال حمادي .
تعززت موهبتها الغنائية عند إلتقائها بالمايسترو الكبير شريف خدام الذي مد لها يد العون و أدت برفقته أغاني ثنائية سنة 1965 منها ” يوعار اد تسوغ” ( يصعب علي النسيان ، و “نمفاراق اور نخمم ” ( تفارقنا دون تفكير ) ما جعل منها نجمة صاعدة للأغنية القبائلية .
هي صاحبة صوت سوبرانو يحمل أحاسيس صادقة لطيفة و مشاعر مليئة بالدفئ ، فأعجب الكثير من الفنانين العمالقة من الرعيل الأول بأدائها و تعاملت مع الكثير منهم أمثال مهني عمرون ، مجاهد حميد ، بن محمد و حسن عباسي . و كذلك مع نجوم الأغنية القبائلية في الثمانينات على غرار لونيس آيت منڨلات ، معطوب الوناس و فريد فراڨي… و تعاملت كذلك مع كبار الأغنية الجزائرية أمثال السيدة فضيلة الدزيرية و بوجمعة العنقيس و الكثير من عمالقة الفن في السنوات الذهبية للفن الجزائري.
ثم صارت منشطة لحصة “اورار الخالات” الخاصة بالغناء النسوي القبائلي في القناة الإذاعية الثانية ، كما أدت أدوار تمثيلية في المسرح الإذاعي .
أحيت العديد من الحفلات في الجزائر و أطربت جمهورها الكبير في أوروبا و كندا في أرقى القاعات و المسارح العالمية كالأولمبيا و الزنيت… بصوت ساحر و كلام عذب مع أجمل الروائع نذكر منها ” ثيط إكيزران ” ( العين التي رأتك ) ، “لجوابيك(جوابك ) ، ” أكوصيغ أ مي عزيزن” ( أوصيك يا اِبني العزيز” ، “سيغ المصباح ” ، “أوال ن الحب ” ( كلام الحب ) ، ” أوين إ روجاغ اطاس ” ( يا من اِنتظرت كثيراً ” … و القائمة لا زالت طويلة.
تواصل نشاطها بالإذاعة الوطنية إلى غاية سنة 2005 إلا أنها لا زالت تواصل إحياء الحفلات و نالت العديد من التكريمات نظير خدمتها للفن طول مسيرة فنية ثرية عمرها أكثر من نصف قرن .