فن

سلوى… سيدة الأغنية الجزائرية والطرب الأصيل (1935-2021)

“كيف رايي هملني” و “نهواك يا الغالي” و “يا اولاد الحومة”… و غيرها من أجمل الروائع التي أطربتنا بها سيدة الطرب الجزائري سلوى، الفنانة المطربة الأصيلة التي لن تتكرر مرتين.
هي فطيمة لميتي المولودة يوم 19 مارس سنة 1935 بالجزائر العاصمة، والتي عاشت ونشأت بحي الدويرات بمدينة الورود البليدة.

تفتحت براعمها الفنية مبكراً، و اكتسبت منذ صغرها حنجرة ذهبية و صوت فخم مخملي لا مثيل له. فاِحترفت الغناء ونجحت .
خطت أولى خطواتها نحو النجومية في خمسينات القرن الماضي، باِنضمامها إلى المجموعة الصوتية لمدينة البليدة.

ثم توجهت إلى الإذاعة الوطنية بالعاصمة أين صارت منشطة لبرامج الأطفال مع رفيقة دربها الفنانة فريدة صابونجي. إلا أن حبها للغناء كان أقوى، وكانت لها الفرصة في الاِلتقاء بأبرز عمالقة الفن والموسيقى الذين رعوا موهبتها، أمثال الموسيقار عمراوي ميسوم والفنان التونسي محمد الجاموسي، كما تعاملت مع المؤلف والأستاذ القدير محبوب باتي الذي كتب ولحن لها أغاني رائعة ومميزة حققت بها نجاحاً فنياً باهراً، وصنعت لنفسها اِسماً لامعاً بين أبرز نجوم ونجمات الفن الجزائري آنذاك.

فجرت السيدة سلوى طاقاتها في الغناء بأجمل روائع الطرب الجزائري الأصيل، و اِشتهرت بروائع عديدة منها رائعة ”كيف رايي هملني” سنة 1962 والتي حققت بها نجاحاً جماهيرياً واسعاً بالجزائر وفي المغرب الكبير والوطن العربي.

شاركت في أول حفلة جزائرية أقيمت بعد الإستقلال وذلك في قاعة الأطلس يوم 5 جويلية 1962 رفقة عميد أغنية الشعبي الحاج محمد العنقة. ثم واصلت التألق والإبداع في الفن لتتربع على عرش الغناء النسوي الجزائري إلى جانب كل من السيدة نورة ونادية كرباش والفنانة ثريا… كما صارت أيقونة للطابع الحوزي خاصة بعد وفاة الفنانة فضيلة الدزيرية.

فأطربت متذوقي الطرب الأصيل بأندى الكلمات والألحان بالروائع ”يا اولاد الحومة” و”نهواك يا الغالي”، ”أنت كنت تظن” و”على وليدي حجاب الله”… وغيرها من الأغاني التي جالت بها في الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وفي دول أوروبا خاصة مع رفيق دربها الفنان رابح درياسة الذي شكلت معه ثنائي غنائي لا مثيل له، وتبقى أغنيتهما الثنائية “يا شمس” خير دليل على نجاحهما الفني معاً.


وخلال مسارها الفني الطويل، تحصلت السيدة سلوى على عدة تكريمات وجوائز منها الجائزة الأولى للأغنية بوهران سنة 1966.
إلى جانب مسيرتها في الغناء و تقديمها للبرنامج الشهير ”ألحان وشباب”، خاضت سلوى تجربة التمثيل السينمائي في دور مميز إلى جانب الأسطورة رويشد وذلك في فيلم ”حسان طاكسي” .

بعد مسيرة فنية ثرية وطويلة تجاوزت 65 عاماً من الإبداع والتألق، والمتوجة بأفضل التكريمات والتقديرات المستحقة… رحلت السيدة سلوى إلى الأبد يوم 9 ديسمبر 2021 عن عمر ناهز 86 عاماً إثر إصابتها بجلطة دماغية، تاركةً وراءها أثراً طيباً ورصيداً فنياً لا يندثر أبداً، ويبقى إسمها هو الألمع في الساحة الفنية كعميدة للأغنية الجزائرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى