الفنان قاسي تيزي وزو ، أيقونة الكوميديا الجزائرية ( 1931-2014 )
قاسي تيزي وزو أيقونة الكوميديا الجزائرية ، الفنان الملتزم و المبدع الذي عالج واقع الجزائريين و مختلف القضايا بطريقة فكاهية دون المساس بمشاعر الجمهور .
الفنان الكوميدي قاسي تيزي وزو أو يإسمه الحقيقي حميد لوراري ، هو من مواليد سنة 1931 بولاية سطيف .
أما عن إسمه الفني ” قاسي تيزي وزو ” فقد إختاره منذ بداياته الأولى في عالم الفن حباً لتيزي وزو بالرغم من أن أصوله تعود إلى بني وريتيلان ، إذ صرح عدة مرات أنه يحب تيزي وزو و سكانها كثيراً ما جعله يختار هذا الاِسم الذي عرفه به الجمهور على مدى أعوام طويلة.
هو الفنان الذي اِنطلق من خشبة المسرح في سنة 1946 محباً للكوميديا و الفكاهة ، فاِحترف التمثيل و أداء مختلف الأدوار و عمره لا يتجاوز 15 عاماً .
ليشارك في دورات فنية و حفلات مع فرقة رضا الباي في الخمسينات مؤدياً رسالة الفن و النضال في الثورة التحريرية .
بعد إستقلال الجزائر ، دخل قاسي تيزي وزو الإذاعة الوطنية أين إشتغل و نشط فيها لأكثر من 30 سنة ، و قدم خلالها حوالي 6000 حصة فكاهية أسعد بها المستمعين و عالج فيها قضايا عديدة من زواج و طلاق و صداقة و مسائل المجتمع .
هو من صناع مجد الكوميديا الجزائرية سنوات المجد و الإبداع ، و كان له ظهور مميز على الشاشة مع كبار الممثلين أمثال محمد حيلمي و وردية في سكاتشات ناجحة أين إعتاد على تمثيل شخصية الرجل الريفي القبائلي بروح مرحة و كوميدية .
اعتمد على الإلتزام و البساطة طيلة أعوام مسيرته التمثيلية ، شارك في أفلام سينمائية مثل ” كحلة و بيضة” و ” الشبكة ” .
و في أعمال كوميدية أشهرها مع العملاق حسان الحساني فقد شكلا ثنائياً رائعاً عن حياة سكان الأرياف .
كما تعامل كثيراً في عدة مسرحيات و سكاتشات بالقبائلية مع الفنان صالح سعداوي .
عُرف بفنه الملتزم ، فلم يقدم عملاً فنياً إلا كان وراءه مغزى و معنى عميق . كان نشاطه الثقافي نظيفاً و بعيداً عن التهريج و الفوضى و قلة الأدب …
رغم ذلك عانى دا قاسي من التهميش في السنوات الأخيرة من عمره و هو على فراش المرض .
بعد سنوات من التهميش و التعب ، رحل عنا حميد لوراري يوم 19 نوفمبر سنة 2014 ، تاركاً أجمل الذكريات في قلوب محبيه ، إذ كسب إحترامهم طيلة حياته كونه رجل إحترم الفن و الجمهور بأدائه الملتزم .